الإيطاليون لا يعرفون اليأس، إنهم يبحثون دائماً عن مساحات جديدة، هكذا تصير أماكنهم القديمة أو المهملة «استديو» خاصاً لعروض الأزياء أو الديكور العصرية. سكان القرى الجبلية، في إيطاليا أو فرنسا، لم يعتقدوا يوماً أن صنّاع موضة العصر سيزورونهم. في المناطق النائية التي تعيش يوميات ريفية، حلّت أخيراً عارضات إيطاليات تتابعهنّ عدسة المصور الشاب بالدوفينو باراني (24 عاماً)، وقد أفردت لهن صحيفة «لوموند» الفرنسية ملفاً كاملاً.فساتين من كل العصور ولكل المناسبات، ملابس جاهزة وhaute couture، تلبسها عارضات بتسريحات غريبة، يتبخترن بها في منازل قديمة جداً ونصف مهدمة، في الصور نلمح الأعشاب والنباتات البرية تكوّن ديكوراً لمنصات من الطبيعة، حيث نوافذ المنازل مخلوعة وبعض الجدران مهدمة. يحكي بالدوفينو أنه يعشق المناظر التي توقظ صوراً من الذاكرة الجماعية، وأن الطبيعة العذراء أو «المفترسة» تمثّل تناقضاً كبيراً مع العارضات الجميلات وملابسهن الأنيقة، هذا التناقض بالذات هو ما يجعل الصورة مميزة.
«انظروا إلى الصورة جيداً» يردد المصوّر الشاب، تلك النباتات الممزقة ألا تشبه القماش الجميل؟