عين الحلوة ــ خالد الغربيداخل مخيّم عين الحلوة يحلو للبعض الاستنجاد بمقاطع من شريط الفنان زياد الرحباني «بعدنا طيبين قول الله»، ولا سيما في فقرة «منروقها ما بتروق بيكتر ضرب القنابل»، بعدما باتت التوترات والانفجارات جزءاً من طقوس المخيّم يمارسها تحت جنح الظلام من تسمّيهم القيادات الفلسطينية بمختلف تلويناتها ساعة «العابثين» وساعة «الفتنويين». لكنه عبث لم تشفع في وقف رقصته كل الصيغ التي تطرحها القوى الفلسطينية سواء عبر قوات مشتركة أو لجان أمنية. في مكان أحد الانفجارات الاخيرة، الذي أدى إلى أضرار مادية، يسارع الأهالي الى الإدلاء لوسائل الإعلام بدلوهم بلغة يمكن وصفها بـ«قصف شديد من تحت الزنار»، ضد المسؤولين الفلسطينيين. «والله أخو (كذا) من المسؤولين شرف وتفقدنا» يقول أحمد منصور بغضب مردفاً «هون ما في منسف ولا وجاهة»، موضحاً أن الانفجار أصاب ابنه بمرض الريقان من «الرعبة». أما بائع الأحذية أبو عبد الله، فيقول «يا أخي ما بدنا مسلحين بالمخيم! اللي بدو يقاتل إسرائيل فليذهب لعند حزب الله». أم محمود غنام كانت في غاية الغضب. وهي «بادرت» الى انتزاع الميكروفون الإعلامي وأخذت تصرخ «حرام ننام على أعصابنا ما بدنا مسلحين». لا تنفع المحاولات في جعلها تتخلى عن الميكروفون، تتابع صياحها «بدنا الجيش (اللبناني) يفوت على عين الحلوة ليحمينا لأنه ليس هناك من يسأل في المخيم عن البشر».
بدوره يتأبط أحمد غنام طفلتيه سوزان وملاك وهو يتحدث إلينا. يشير إليهما برأسه قائلاً: «هذا جند الأطفال وليس جند الشام»، في إشارة الى أن الانفجار استهدف النيام من الأطفال ليس إلا، مشيراً الى أن الحارة مسالمة ومحذراً مما يطبخ حسب اعتقاده من طبخات ضد المخيم من أجل التوطين.
لكن، في المخيّم تطلق نكات تعبّر عن خوف وقلق الأهالي وقرفهم. ومنها أن أبناء المخيم لا يذهبون الى فراشهم إلا بعد أن يتأكدوا من أن انفجار الليلة أو اشتباكها قد حصل لكي يناموا «قريري الأعين» على إنجاز «الواجب الليلي». خارج المخيم، في منطقة التعمير، الناس أيضاً خائفون. ولكن بدل أدبيات الرحباني، يتصرف محمد حجازي بأغنية قديمة للمطرب هاني شاكر، فيدندن لنا «حبيبي أنا المخيم يا روحي أنا التعمير باهواك والله أعلم وتحت رحمة المسلحين أنا أسير».