فاتن الحاجيمارس طلاب القوات اللبنانية «التمرّد اللبق والمهذب» ضمن قوانين الفروع الثانية للجامعة اللبنانية، وتحديداً في كلية الآداب والعلوم الإنسانية. هكذا يفسّر رئيس مصلحة الطلاب، شربل عيد، انخراط «القواتيين» في مساعدة المسجلين الجدد واختيار الاختصاص الذي يناسبهم، ولا سيما في الكليات التي تقع هيئاتها الطلابية في قبضة «العونيين». في الخارج، أمام مبنى كلية الآداب في الفنار، طاولة وأوراق وعلم قواتي وطلاب يستقطبون زملاءهم الجدد، يزودونهم بمعلومات عن أقسام الكلية واختصاصاتها، ثم يطلبون منهم إعطاءهم الاسم الثلاثي ورقم الهاتف ونوع الاختصاص ومكان السكن!
هل بدأت فعلاً التحضيرات الانتخابية في الكلية؟ الانتخابات لم تتوقف، يقول عيد، ونهتم هذا العام خصوصاً بتغيير الأداء العوني في الهيئة الطلابية الذي يريد أن يحتكر كل العمل الطلابي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وهو ما لا نفعله نحن في باقي كليات الفروع الثانية التي نسيطر عليها. يرفض عيد الهيمنة الكاملة لقوة طلابية لا تسمح للآخرين بإصدار بيان، فيما يستغل أفرادها كل موارد الإدارة من هواتف وغيرها. ويؤكد أنّ «من حقنا أن نجمع داتا للانتخابات الجامعية ومعلومات شبيهة لتلك التي تجمعها الهيئة، فحرية الرأي والاختلاف تكفل لنا ذلك». ويشير إلى «أننا نخدم الطلاب من خلال نماذج التسجيل المعدة سلفاً في الإدارة، وغير صحيح أننا نضع عليها شعار القوات». كذلك يوضح عيد أنّ «الطلاب الذين يأتون إلينا هم عموماً قواتيون أو يميلون إلى حزبنا السياسي».
لكن رئيس الهيئة الطلابية في الكلية، جولي معلولي يشدد، في هذا الإطار، على «أنّنا لا نقوم بهذا الدور من منطق أننا ننتمي إلى التيار الوطني الحر، بل انطلاقاً من واجبنا كهيئة طلابية تؤدي دورها كصلة وصل بين الإدارة والطلاب لتسهيل المعاملات». ويخشى معلولي أن يتلقى الطلاب الجدد الذين لا يعرفون بتفاصيل النشاط الطلابي في الكلية، معلومات مغلوطة ومشوّهة عن الكلية ذاتها وعن الهيئة التي تخدمهم منذ 12 سنة». ويوضح أنّ الرسم المالي الذي نأخذه من الطلاب والذي يقولون لهم «إننا ننصب عليهم فيه»، لا يتجاوز 10 آلاف ليرة لبنانية في السنة، وهو يذهب باتجاه تغذية صندوق الهيئة لتنظيم النشاطات اللاصفية والسهرات والرحلات الترفيهية.