سينثيا الرهبانكم من قيود حدّت من طموحاتي، وأيقظت أحلامي، وقمعت استقلاليتي، وحطمت آمالي، وأبقتني ساكتة وساكنة وحائرة لا حول لي ولا قوة!
كم من قيود وددت أن أحطمها وأنثرها من حولي مثل الرماد، وأنا آمل أن تحملها الرياح بعيداً وترميها في البحر الواسع عند الأفق الأحمر، لون النار والدم...
كم من حب ضائع شارد في أحضان طوائف متناحرة، ومذاهب متقاتلة، وأبناء وطن واحد، تاريخه مسالم ولكنّه بلون ذاك الأفق!
كم من شغف أخرس مكبوت، يرقد تحت أثواب طويلة تتظاهر بالطهارة... كم من مشاعر مسحوقة تقبع في طيّات كتب تنادي بالمسامحة والعفة! كم من اضطرابات نفسية ورثتها دون أن أعي، عن جيل عاش الحرب، وها أنا اليوم أعيشها! ألم يكتفوا حقداً وتبعيةً وتخلفاً وانغلاقاً؟
كم من قيود زرعت في نفسي استسلاماً تارة، وثورة تارة أخرى، ومزّقتني بين شعور بالطاعة وشعور بالغضب الشديد... فلماذا «هو» أجدر مني بالثقة؟ ألأنه رجل... فقط؟
لسنا جنساً لطيفاً. بالعكس، نحن جنس قوي ومتوحش إذا ما لزم الأمر... جنس إذا حقد دمّر، وإذا قرر نفّذ، وإذا قُيّد انتفض! فلا قيود تحدني أو تمنعني من التحليق أو تحبط من عزيمتي. فالحرية تكمن في عقلي وقلبي وكياني...
فكم من قيود قد حطمتها وأحرقتها ومزّقتها وأخفيتها وقطعتها وشوهتها وكسرتها وطمرتها، وظللت أشدها حتى تقطعت يداي ونزفتا دماً صادقاً متعالياً عن كل حرية وسيادة زائفتين.