غادر معتزّ غرفة الفندق الذي كان يقيم فيه ليلتقي زوجته وبناته الثلاث لكنه لم يعثر عليهن. كان ذلك منذ 9 أيام ولم يعرف عنهنّ شيئاً منذ ذلك الحين...
حسن عليق
فقد معتز حمودة (أردني) أثر زوجته وبناته الثلاث في بيروت في الثاني من الشهر الجاري. ومنذ ذلك اليوم لم يسمع أي خبر عنهن. وحتى مساء أمس، لم تكن الأجهزة الأمنية قد تمكنت بعد من تحديد مصيرهن. قال معتز لـ«الأخبار» إن العائلة وصلت إلى بيروت فجر الأول من تشرين الأول الجاري، لقضاء إجازة في لبنان. توجه مع زوجته هاجَر وبناتهما رهف (8 سنوات) ورؤى (5) ورند (3) إلى شاطئ الرملة البيضاء، لقضاء بعض الوقت ريثما يحين موعد دخولهم إلى فندق قريب، كانوا قد حجزوا غرفة فيه. بعد عدة ساعات من الجلوس على رمال الشاطئ، توجهت العائلة إلى الفندق حيث مكثت حتى ما بعد الظهر. توجه الزوجان وبناتهما بعد ذلك إلى جونية وحريصا. عادت العائلة إلى الفندق، حيث نامت ليلتها الأولى في لبنان. صباح اليوم التالي، كان موعد الرحيل إلى مغارة جعيتا. نزلت هاجر وبناتها لانتظار معتز الذي لم يكن قد ارتدى ثيابه بعد.
بُعيد العاشرة والنصف، خرج حمودة من الفندق، فلم يجد أفراد عائلته، ولا سيارته (بيجو 206 لونها أبيض). بحث في الفندق وفي محيطه، لكن من دون جدوى، ولم يكن أحد من الموجودين في المنطقة قد لاحظ أي أمر مريب. بعد نحو ثلاث ساعات من التفتيش والانتظار، توجه معتز إلى فصيلة درك الرملة البيضاء، وأبلغ عن اختفاء زوجته وبناته الثلاث، فضلاً عن فقدان سيارته، مع العلم أن زوجته لا تجيد القيادة.
بدأ رجال الأمن التحقيق، قبل أن يُحال الملف على مفرزة بيروت القضائية. راجع المحققون تسجيلات كاميرات مؤسسة إعلامية مجاورة للفندق، فبيّنت الأحداث الآتية:
فتحت السيدة باب السيارة عند العاشرة والدقيقة الثالثة والعشرين، وأصعدت بناتها في المقعد الخلفي، ثم ركبت في المقعد الأمامي. عند الساعة 10:32، توقف باص حجب الرؤية عن السيارة. وبعد 3 دقائق، تحرّك الباص، فصعد في السيارة رجل مجهول، وقادها باتجاه البحر.
كان الباص يحمل سائحين أردنيين أيضاً. وقال أحدهم للمحققين إنه التفت إلى أن السيارة التي تقف بقرب الباص تحمل لوحة أردنية، لكنه لم يشاهد ما يثير الريبة، إذ إن السائق صعد بكل هدوء في السيارة، ولم يلاحظ الشاهد أي مقاومة من السيدة وبناتها.
الأجهزة الأمنية كانت تنتظر أن يتصل أحد بالزوج ليطلب فدية، إلا أن ذلك لم يحصل. وبعد سماعها إفادة الزوج، حجزت جواز سفره، وجوازات سفر زوجته وبناته، فضلاً عن أوراق عبور السيارة عبر الحدود.
وذكر مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن الأجهزة الأمنية لم تتمكن بعد من الحصول على أي معلومات تتعلّق بمصير الأم وبناتها، إلا أنها تأكدت من عدم خروجهن بطريقة مشروعة من لبنان.
في كل الأحوال، يبقى مصير السيدة الأردنية وبناتها مجهولاً، بعد 9 أيام على اختفائهن. واللافت في الأمر أن فقدانهن حصل بهدوء، من دون ضجيج إعلامي وأمني وسياسي. ولم تُعقَد الاجتماعات الوزارية والقضائية والأمنية، ولم تستنفر قطعات الأجهزة الأمنية كل جهودها، في محاولة لمعرفة مصيرهن، كما جرى عند اختفاء الأميركيَّين اللذين تبين أنها دخلا إلى سوريا خلسة.


لا يزال مفقوداً

عيسى التّهامي (70 عاماً) غائب عن منزله منذ 12/8/2008. وعندما نشرت «الأخبار» قصة اختفائه في عددها الصادر يوم 12/9/2008، لم تكن الشرطة قد قدّمت أية مساعدة لأبنائه الذين كانوا يبحثون عنه بمساعدة أصدقائهم، علماً بأنه مصاب بمرض «ألزهايمر». بعد ذلك، عمّمت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي صورته على قطعاتها ووسائل الإعلام؛ لكن حتى مساء أمس، لم يكن قد عاد إلى منزله بعد.