أتى مسلسل «ناصر» ليلبّي حاجة أكثر من ماسّة، بعدما استفرد آل سعود وصنائعهم بآلة الدعاية والإعلام على طول العالم العربي وعرضه. آلة سخّروها حرباً ضروساً على حركة التحرر الوطني والقومية العربية، ورمزها جمال عبد الناصر. لبّى المسلسل ولم يفِ، إذ قصّر بفداحة عن أن يكون هادياً تاريخيّاً وافياً لأجيال غيّبت عن سيرة عبد الناصر، بفضل آل سعود وأشياعهم، وحُرمت من التعرف على مسيرة عظيمة
كمال خلف الطويل*
ليس القصد من هذه المقالة الافتئات على أحد، بل استخلاص درس، يجب عدم تجاوزه أو التغافل عنه بعد الآن من أي كان، ألا وهو الدقة في التأريخ والأمانة في عرضه، لا سيما أن مسلسل «ناصر» سيكون مهمازاً لعدد من المسلسلات المقبلة عنه، يجدر بها أن تتلافى عورات ما عايشناه فيه. وإن كان من لوم تتوجب الإشارة إليه بالبنط العريض، فهو على هدى جمال عبد الناصر التي أوحت شارة المسلسل بدور لها في الإشراف على المادة التاريخية، وعلى يونان لبيب رزق الذي ـــ للمرة الثانية ـــ يخفق في أن يكون مدقّقاً تاريخياً إخفاقاً مروّعاً (الأولى في فاروق)، وعلى جمال شقرة الذي لا أعرف عنه إلا أنه فشل مع رزق في تصويب المادة... بامتياز.
سأعرض تلك الخطايا والأخطاء والهفوات والهنات قبل الحديث عن الجانب الفني، الذي تقتصر مسؤوليته على المخرج باسل الخطيب، ثم أولاً وآخراً على كاتب المسلسل يسري الجندي.
1ـــ لم يكن تنظيم الضباط الأحرار موجوداً في شباط ( فبراير) 1947... هو أسس بعد العودة من حرب فلسطين أي عام 1949، وكانت لجنته الأساسية في البدء مؤلّفة من: جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وعبد المنعم عبد الرؤوف وخالد محيي الدين وكمال الدين حسين وحسن إبراهيم، أي من ستّة أشخاص، ثم انضم صلاح سالم وعبد اللطيف البغدادي؛ فأصبحوا ثمانية. بعدها انضم جمال سالم وأنور السادات، وخرج عبد المنعم عبد الرؤوف عام 1951؛ فرسا العدد النهائي حتى غداة الثورة على تسعة أعضاء.
2ـــ لم يكن موعد 3 شباط (فبراير) 1952 وارداً للقيام بالانقلاب. في البداية كان الحديث عن عام 1955 ثم تسارع التخطيط بعد حريق القاهرة ليكون مطالع آب / أغسطس 1952، وفقط لما عرف عبد الناصر بانكشاف التدبير، سارع للتحرك ليل 22 تموز / يوليو.
3ـــ من انضم لمجلس قيادة الثورة في آب / أغسطس 1952 هم، إضافة لمحمد نجيب: زكريا محيي الدين وحسين الشافعي ويوسف صدّيق وعبد المنعم أمين؛ والأخيران خرجا من المجلس في شباط / فبراير 1953.
4ـــ لم تكن جيهان رؤوف خطيبة أنور السادات مساء 22 تموز / يوليو 1952 بل زوجته؛ والذي مرّ على منزلهما تلك الليلة كان عبد الناصر ذاته.
5ـــ لا أدري من أين أتى الكاتب بحكاية أن الأميركيّين طلبوا من الإخوان قتل الملك أو الانقلاب عليه؟ هذه ترّهة لا دليل عليها في الوثائق الأميركية بتاتاً... كانوا يراهنون على «دسترة» الملكية، وعلى مصلحين من داخل النظام أضراب مرتضى المراغي وإسماعيل شيرين ونجيب الهلالي. لكنهم تكيفوا مع الوضع الجديد بسلاسة، أملاً باحتوائه وغوايته وتطويعه.
6ـــ لم يحصل اضطراب في صفوف سلاح المدرعات في حزيران / يونيو 1953 احتجاجاً على ترفيع عبد الحكيم عامر إلى رتبة لواء وتعيينه قائداً عاماً. أزمتهم حصلت في آذار / مارس 1954. ثم لم يستقل احتجاجاً على تعيين عامر إلا اللواء حسن محمود قائد الطيران، فاستبدل باللواء صدقي محمود.
7ـــ من تمرّد على مجلس القيادة كان سلاح المدفعية في كانون الثاني / يناير 1953. واستهدف بالذات عضوين من ثلاثة عن المدفعية في المجلس هما عبد المنعم أمين، لهيمنة زوجته محاسن سعودي على تصرفاته العامة، وصلاح سالم لوقوعه في غرام الأميرة فايزة، وشملوا في تذمرهم أنور السادات من الإشارة لكونه على صلة غير بريئة بناهد رشاد ولأنه قادم من الحرس الحديدي.
8ـــ أُغفل دور عبد المنعم عبد الرؤوف في التحرك للإسكندرية وحصار قصر رأس التين... ثم لم نسمع عن انحياز قوات الإسكندرية لمحمد نجيب في صراعه مع مجلس القيادة.
9ـــ تظاهرة عابدين في أواخر شباط / فبراير 1954 احتجاجاً على استقالة نجيب ضمت مليوناً من الناس؛ وكانت أساساً من الإخوان وأنصارهم، ولم يشترك فيها ضباط، ولعب عبد القادر عودة وكيل الإخوان دوراً محورياً في صرفها فور إعلان عودة نجيب إلى منصبه.
10ـــ عُرضت صور محكمة الشعب المنعقدة في تشرين الثاني / نوفمبر 1954 حين الحديث عن حلّ جماعة الإخوان المسلمين في كانون الثاني / يناير 1954... وهو خطأ.
11ـــ قرارات 25 آذار / مارس 1954 نقضت قرارت 5 آذار / مارس... أما تظاهرات 28 و29 آذار / مارس العمالية فهي لتدعيم قرارات 25 آذار / مارس لا لنقضها.
12ـــ لم يتخذ خالد محيي الدين موقفاً مضاداً لمحمد نجيب بعد قرارات 5 آذار / مارس، فهو كان يستعد ليكون رئيس وزرائه.
13ـــ لم تكن محاولة اغتيال الإخوان لعبد الناصر في منشية الإسكندرية بقرار من هيئات الإخوان العليا (مكتب الإرشاد ومجلس الشورى)، بل بمبادرة من رئيس منطقة القاهرة للتنظيم السرّي المسلح المحامي إبراهيم الطيب بالتنسيق مع رئيس قسم إمبابة التابع له المحامي هنداوي الدوير الذي اختار للمهمة الهدّاف محمود عبد اللطيف، بعدما فشلت محاولة سالفة لهما باستخدام حزام ناسف. حينها كان الإخوان في حالة اضطراب تنظيمي، لا سيّما أن مرشدهم مختبئ، واجتماع شورتهم فشل في اعتماد نهج مجمع عليه للتعامل مع يوليو، وأجواءهم معبّأة بالكراهية لها... في صباح يوم المحاولة، عرف يوسف طلعت، رئيس التنظيم السرّي بما يدبَّر، وحاول وقفه دون جدوى. كما علم عبد العزيز كامل عضو مكتب الإرشاد وأبلغ (وإن من دون تفاصيل عمليانية شافية)، وشكّ فريد عبد الخالق عضو مكتب الإرشاد وحاول الوصول للمرشد لحثّه على الأمر بالإيقاف وفشل.
الهضيبي هو المسؤول عن المناخ المهيّئ للاغتيال، لكنه لم يأمر به، وعبد القادر عودة، وكيله، عرف بما دبّر للتوّ ولم يبلّغ عنه (لاحظوا الفرق في التعامل لاحقاً مع كل من كامل وعودة).
14ـــ لم تكن هناك خطة اعتمدها المرشد لقتل أعضاء مجلس القيادة بعد النجاح باغتيال عبد الناصر. ولا كان محمد نجيب متواطئاً فيها. كان تفكير الهضيبي، السقيم بالقطع، هو في تحرك جماهيري ـــ عسكري بالتحالف مع نجيب يخلع الضباط الأحرار عن السلطة.
15ـــ عبد الحكيم عامر وحسن إبراهيم هما اللذان كانا اصطحبا محمد نجيب لفيلا زينب الوكيل للإقامة الجبرية في 14 تشرين الثاني / نوفمبر 1954 لا أحمد أنور.
16ـــ قرار أن يكون أربعة أخماس مجالس التعاونيات الزراعية من ملاك الخمسة فدادين فأقل، صدر في تموز / يوليو 1961 لا عام 1955.

حقبة تستحقّ أكثر من مسلسل فيه 75 خطأً قاتلاً18ـــ أنشئت وزارة التخطيط مع وحدة 1958 لا عام 1956. وبقي البغدادي وزيراً للشؤون البلدية والقروية منذ نيسان / أبريل 1954 وحتى تموز / يوليو 1957 حين تولى رئاسة مجلس الأمة.
19ـــ صور بريوني يوليو 1956 خاطئة. هي صور مؤتمر عدم الانحياز الأول المنعقد في بلغراد في أيلول / سبتمبر 1961.
20ـــ كان صلاح سالم من ذهب لزيارة سوريا في أيلول / سبتمبر 1954، لا محمود فوزي.
21ـــ لم يجتمع كمال الدين حسين قائد المقاومة الشعبية، ومقره الإسماعيلية، بعبد الحكيم عامر أيام العدوان الثلاثي... هو التقى عبد الناصر وبصحبته البغدادي وزكريا عندما زاروه قبل الإنزال في بور سعيد.
22ـــ لم يصطدم عامر بصلاح سالم أثناء مناقشات المجلس أيام العدوان الثلاثي، بل على العكس كان مؤيداً بخجل لمقولاته.
23ـــ كان شمس بدران رائداً عام 1957 وليس عقيداً24ـــ لم تكن عادة بن غوريون لبس القلنسوة بل كان حاسر الرأس.
25ـــ لم يُتطرَّق إلى تحفظ عامر على قرار تأميم قناة السويس.
26ـــ أغنية «ذكريات» لعبد الحليم حافظ وتلحين محمد عبد الوهاب هي بتاريخ تموز / يوليو 1960 لا 1956.
27ـــ لم يعتزل بن غوريون في سيدي بوكر بالنقب بعد سويس 1956 بل في الفترة من 1953ـــ1955، ثم استمر رئيساً للوزراء من 1955 إلى 1963.
28ـــ التحرك المصري بقوات المظلات نجدة لسوريا من التهديد التركي كان في تشرين الأول / أكتوبر لا في كانون الثاني / يناير 1957.
29ـــ جرت انتخابات مجلس الأمة الأول في تموز / يوليو 1957، أي قبل أزمة التهديد التركي لسوريا في الخريف من ذلك العام.
30ـــ كان ناظم القدسي رئيساً للمجلس النيابي السوري عام 1956 وليس نائباً لرئيس الجمهورية (لم تعرف سوريا هذا المنصب إلا مع الوحدة).
31ـــ كان عيباً عدم ذكر اسم صلاح البيطار وزير الخارجية السوري رسولاً من الرئيس والحكومة لعبد الناصر بالموافقة على الوحدة.
32ـــ حصل لقاء عبد الناصر وفؤاد شهاب في خيمة فوق خط الحدود السورية ـــ اللبنانية لا في قصر.
33ـــ عرف عبد الناصر بموت شهدي عطية الشافعي تحت التعذيب وهو في زيارة ليوغوسلافيا عام 1960، لا من هيكل عام 1961، فعزل اللواء إسماعيل همّت مدير مصلحة السجون.
34ـــ لا علاقة لعبد المنعم الشرقاوي بمسألة شهدي عطية. حكايته جرت عام 1966 وانتصف له أواخر 1967.
35ـــ لم تكن هناك قوات أجنبية في لبنان ربيع 1959... هي وفدت في تموز 1958 وغادرت بعدها بأسابيع.
36ـــ «القيادة الثورية العربية العليا للقوات المسلحة» من قام بالانفصال السوري... لا «القيادة السورية العليا»!
37ـــ لم يكن عبد الحميد السراج منشغلاً بصدامه مع عبد الحكيم عامر عن الالتفات لأمن الوحدة. لقد أبلغ عن مؤامرة الانفصال قبلها بأسابيع ولم يصدقه أحد، لا سيما أن قائد الانقلاب هو كاتم أسرار المشير.
38ـــ ليس هيكل من يقول لعبد الناصر يوم 28 أيلول / سبتمبر 1961: لقد نشرنا ردّك على الانفصال بالإذاعة. ما هذا التخريف؟ عبد الناصر هو من ذهب على قدميه فور علمه بالانقلاب إلى الإذاعة ليخاطب الأمة.
39ـــ قرار عبد الناصر بتسريح قادة الانفصال الخمسة: عبد الكريم النحلاوي وعبد الغني دهمان وفيصل سرّي الحسيني وموفق عصاصة وحيدر الكزبري اتخذ وأعلن قبل إعلان بلاغ 9 بعد الظهر.
40ـــ لا علاقة لصلاح نصر مدير الاستخبارات العامة بسجن الشيوعيين وأوضاعهم فيه عام 1959... ذو الصلة هو عباس رضوان وزير الداخلية حينها.
41ـــ لم يكن من عادة عبد الناصر مشاهدة أفلام من طراز درب المهابيل لبرلنتي عبد الحميد، بل أفلام الوسترن والكلاسيك.
42ـــ حكاية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ابتدعت في 8 أيلول / سبتمبر 1962 مع تشكيل مجلس الرئاسة. أما القائد الأعلى فهو دوماً رئيس الجمهورية. كانت البدعة تمهيداً لتعيين قائد عام جديد محترف مع تموز يوليو 1963.
43ـــ لا علاقة للاتحاد الاشتراكي العربي بمشروع عبد الناصر أواخر تشرين الثاني / نوفمبر 1962 المقدم لمجلس الرئاسة لإعادة تنظيم القوات المسلحة في جلسة غاب عنها ورأسها البغدادي. كان الاتحاد الاشتراكي العربي حينها «يا دوب» قيد التنظيم.
44ـــ علي صبري أصبح رئيساً للوزراء أوّل مرّة في أيلول / سبتمبر 1962، أي قبل انتخاب مجلس الأمة الثاني في آذار / مارس 1964 بعام ونصف. ثم إن عبد الحكيم عامر هو من أبدى شبه اعتراض على انتقاء علي صبري وليس البغدادي وكمال حسين وحسن إبراهيم. كان يريد مكانه عباس رضوان.
45ـــ لا يعقل لحديث السادات عن عبد الرحمن البيضاني أن يجري في أيلول / سبتمبر 1962، فهو خدينه من قبلها بعامين بل نسيبه، ثم هو من وفّر له برنامجاً في «صوت العرب»، ثم إنه ليس بتاجر كما وصف.
46ـــ زواج حسين عبد الناصر من آمال عامر تم في 1964 لا في 1962.
47ـــ عيب أن يقال إن آب / أغسطس 1961 كان بعد الانفصال. ألهذا الحدّ؟
48ـــ كان أنور السادات هو من زيّن لمجلس الرئاسة مزايا التدخل العسكري في اليمن نصرة لثورته لا عبد الحكيم عامر. كان المكلف بملف الجزيرة والخليج ومن هنا دوره. بالمقابل، هناك تكبير غير واقعي لدور السادات داخل النظام، وهو الذي لم يساوَ بأقرانه نائباً للرئيس إلا لمدة أسبوعين في آذار / مارس 1964 (وبحكم استقالة البغدادي وكمال حسين حينها)، ثم في السنة الأخيرة من عمر عبد الناصر.
49ـــ انحرافات مكتب المشير حدثت في نيسان / ابريل 1966 لا في شباط / فبراير 1967، وتسببت في إقصاء علي شفيق.
50ـــ لم يكن لصلاح نصر مشكلة في شباط / فبراير 1967 ليتكلم عنها عبد الناصر... اللهم إلا استكناه دوره في زواج المشير من برلنتي.
51ـــ عُيّن شمس بدران وزيراً للحربية في أيلول / سبتمبر 1966 لا في شباط / فبراير 1967.
52 ـــ مسراوية بنك القلق لتوفيق الحكيم نشرت في الربع الثالث من عام 1966 لا في شباط / فبراير 1967.
53ـــ مؤتمر دلهي الثلاثي حدث في تشرين الأول / أكتوبر 1966 لا شباط /فبراير 1967.
54ـــ لم يزر نور الدين الأتاسي القاهرة في أيار / مايو 1967. هو زار موسكو في أواخره. أول زيارة له للقاهرة كانت في تموز / يوليو 1967. أما اتفاق الدفاع المشترك فوقّعه يوسف زعيّن مطالع تشرين الثاني / نوفمبر 1966، وغارة السموع جرت أواخر تشرين الثاني / نوفمبر 1966.
55ـــ شيفرة عامر المرسلة من باكستان كانت في كانون الأول / ديسمبر 1966.
56ـــ إنشاء فرقتين جديدتين للجيش تم في 1964 لا بعد عودة عامر من باكستان.
57ـــ لم يرتدِ شمس بدران البزّة العسكرية بعد توزيره في أيلول / سبتمبر 1966.
58ـــ ليس سبب العدول عن قرار سفر المشير ليوغوسلافيا الصادر في 1 آذار / مارس 1967 هو أن قسم عابدين للاتحاد الاشتراكي العربي كان من كشف النقاب عن زواج عامر من برلنتي وإنجابها منه، بل لسببين: مشروع الطوارئ المناقش في مخيمات منظمات الشباب في حال انقلاب الجيش على الثورة، وشكوى مبعوثين ضباط لأكاديمية فرونزه من تدريسهم مواد ماركسية.
59ـــ أغفل حضور صدقي سليمان رئيس الوزراء لاجتماع اللجنة العليا يوم 21 أيار / مايو، بل تحفظه على قرار إغلاق خليج العقبة.
60ـــ أول اجتماع لعبد الناصر بالقيادة العسكرية كان في 25 أيار / مايو أي بعد يومين من لقائه بيو ثانت في القاهرة. الثاني كان في 28 أيار / مايو، والثالث كان في 2 حزيران / يونيو.
61ـــ المبعوث الأميركي وزير المالية الأسبق روبرت أندرسون وصل القاهرة يوم 1 حزيران / يونيو، أي بعد مغادرة يو ثانت بأسبوع، لا أثناء وجوده.
62ـــ كيف لحسين الشافعي أن ينتقد المشير على طيرانه لسيناء صباح 5 حزيران / يونيو وهو الذي سبقه في الطيران بنصف ساعة؟
63ـــ صدر قرار الانسحاب من المشير مباشرة لقائد الجيش الميداني وقادة فرق سيناء في الثالثة بعد ظهر الثلاثاء 6 حزيران / يونيو لا في السادسة والنصف صباحاً.
64ـــ لقاء ناصر وعامر في مبنى القيادة العامة مساء الخميس 8 حزيران / يونيو لم يحضره أحد سواهما.
65ـــ ليس عبد الناصر من اقترح شمس بدران رئيساً للجمهورية بل عامر، وراوغ عبد الناصر في الإجابة بقوله إنه سيفكر في الأمر.
66ـــ أغنية «يا بلدي» لعبد الحليم حافظ ظهرت أيام حرب الاستنزاف لا في 10 حزيران / يونيو 1967.
67ـــ لم تبقَ السيدة تحية في غرفة النوم بعد دخول الأطباء ثم المسؤولين لها... دخلت فقط بعد إشهار الوفاة.
68ـــ لم يكن أعضاء مجلس الثورة مصطفين حول عبد الناصر وهو يخطب في المنشية في 26 تشرين الأول / أكتوبر 1954 بل حسن إبراهيم وحده من بينهم.
69ـــ كان هيو غيتسكل هو زعيم الحزب البريطاني المعارض أيام السويس، لا بيدن.
70ـــ حكاية فبركة صلاح سالم في آب / أغسطس 1953 لتآمر أميركي بقصد إعادة فاروق، غير صحيحة.
71ـــ من استولى على مركز الإخوان المسلمين بالحلمية في تشرين الثاني / نوفمبر 1953 هم مناصرو عبد الناصر أمثال: صالح عشماوي وسيد سابق والبهي الخولي وعبد الرحمن السندي وعبد المعز عبد الستار وعبد العزيز كامل وعبد المنعم خلاّف ومحمد الغزالي... لذا طلب فرغلي منه التوسط لفض الاشتباك وإعادة المركز للمرشد.
72ـــ أخطاء الأسماء غير مغتفرة: فريد زعلوك لا زغلول. عفيف البزرة لا البدري. منير الدلة لا الدولة. وبيحان لا بيجان.
73ـــ حكاية طائرة الاستطلاع الأميركية كانت في حرب 1967 لا 1956.
74ـــ حماة السادات مالطية لا بريطانية.
75ـــ لم يعرف عن سيد يوسف تدخله في مسائل مجلس الثورة، حتى بعلم أنه عديل عبد الناصر. هو عُيّن وزيراً للتربية في آب / أغسطس 1961 وخرج في حزيران / يونيو 1967.
نأتي الآن إلى دور المخرج باسل الخطيب مقروناً بالكاتب يسري الجندي:
1ـــ أيعقل أنّ 25 من أصل 30 حلقة وصلت بنا إلى إعلان الوحدة المصرية ـــ السورية، فيما الحلقات الخمس الأخيرة فقط قد غطت دزينة من أهم سنين عبد الناصر: من الوحدة إلى اللحد؟ أهكذا يُبنى التوازن الدرامي للحوادث؟
2ـــ ثم لماذا استدخال حكاية طويلة عريضة لا قيمة لها لجهة الخط الدرامي لحياة عبد الناصر، وهي عقم حرم عمّه ومشاكل الأخير العائلية؟ نفهم بعضاً من إطلالة عابرة. أما جعلها قصة موازية لسيرة عبد الناصر، فهذا من الشطط وتشتيت الجهد وإضاعة الوقت ما يصعب تبريره.
3ـــ ما هذا الزعيق شبه المتواصل في اجتماعات مجلس الثورة، وصراخ السادات الدائم بنبرته المقززة؟
4ـــ تدريب الممثل مجدي كامل على أسلوب عبد الناصر في الخطابة فاشل، بامتياز... لقد نجح في تمثيل الشخصية وفشل في أدائها الخطابي.
5ـــ من اختير ممثلاً لشخصية محمود فوزي لا يشبهه أبداً. فوزي كان أصلعَ!
6ـــ حكاية علاقة العم خليل سلطان بأزمة العلاقة بين عبد الناصر وعامر خارجة عن المنطق، ثم علاقته بالاتحاد الاشتراكي العربي فيها من الافتعال الكثير. هو الشقيق الليثي عبد الناصر الذي تولى أمانة الاتحاد الاشتراكي بالإسكندرية في تشرين الأول أكتوبر 1965 وتركها في أيار / مايو 1968، ثم إن الشقيق الأصغر شوقي أصبح أميناً مساعداً للاتحاد الاشتراكي بالقاهرة في أيار / مايو 1968.
7ـــ كيف للمخرج، في إطار تناوله مسائل العائلة، أن يغفل حقيقة أنه ذات يوم لم يكن في سجون مصر إلا معتقلان: أحد أعمام وأحد أخوال عبد الناصر؟
8ـــ أين طربوش والد عبد الناصر الذي لم يفارقه حتى مماته في تشرين الأول / أكتوبر 1968؟
9ـــ كان ينفع لوالد الضابط أحمد أن يمثل دور شمس بدران لشبهه به.
10ـــ هناك قدر كبير من الافتعال في حكاية حب الضابط المصري وبنت أحد أصحاب الشركة الخماسية. ما كان من داع لها.
11ـــ أعلم ويعلم الجميع صلة هيكل بعبد الناصر كمحاور وقناة معلومات وكاتب خطب ووثائق. ما في ذلك شك. لكنه لم يكن شريكاً في صنع القرار بحال من الأحوال.
12ـــ شبيه خروتشوف كان يجب أن يكون أصلعَ.
13ـــ إغفال تفوّق علي صبري على أنور السادات في انتخابات اللجنة العليا في تشرين الأول / أكتوبر 1968، وتأثير ذلك على الأخير.
14ـــ إغفال انقلابي العراق وسوريا (1963) وانقلابي السودان وليبيا (1969).
15ـــ أغفل ذكر حرج عامر غداة الانفصال لحد التفكير بالاستقالة من القيادة العسكرية، وهو الذي لم يطل.
16ـــ مشهد انتحاب تحية لذهاب جمال محارباً في فلسطين سقيم. طويل وكلّه نواح وغير واقعي.
17ـــ أغفل ذهاب عبد الناصر لدورة المياه ورميه فيها ورقة تخص تنظيم الضباط الأحرار الوليد، وذلك في مكتب إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء عندما استدعاه للتحقيق.
18ـــ أغفل عرس هدى جمال عبد الناصر في تشرين الأول (أكتوبر) 1965، والحمد لله أنه أغفل عرس منى أشرف مروان في تموز / يوليو 1966.
في الختام أقول:
فتح «ناصر» أوتوستراداً عريضاً أمام تناول جديد لمرحلة الرجل، شرط أن يبتعد يسري الجندي عن الكتابة وباسل الخطيب عن الإخراج وجمال شقرة عن المراجعة، وشرط أن تهتم هدى عبد الناصر بجدية صارمة بما يدور حولها.
* كاتب عربي