انتهى إشكال كلية إدارة الأعمال ـ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية بقبلتين تبادلها المتخاصمون، فيما يستمر تعليق الدروس حتى «إشعار آخر»
قاسم س. قاسم
في جوّ أشار إلى وجود توافق ضمني على أن يكون «تصالحياً»، رفض جميع الطلاب المشاركين أو المطّلعين على حيثيات الإشكال الذي حصل نهار الجمعة في كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية ـــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، الإدلاء بأي تصريح أو حتى تناول الموضوع أمام «غرباء». لكن مشهد الحرم الجامعي في الحدث، بدا أمس أشبه بثكنة عسكرية، نظراً لانتشار ما يقارب 100 عنصر من قوى الأمن الداخلي والفهود في أرجائه، بطلب من مدير الفرع. وتضمّنت دردشات الطلاب تأكيدات بأنّ الإشكال وقع بين شباب من «حزب الله» و«حركة أمل» ومنهم من قال إنّه «كان فرديّاً وتحول إلى سياسي».
وكان الإشكال قد أدى إلى تكسير الزجاج في مجلس فرع الطلاب الذي كان مقفلاً في وقت الحادث وألحقت أضرار بآلة التصوير.
لا يعير الطلاب غير المهتمين بالإشكال أي اهتمام للقوى الأمنية. يصمت الموجودون بالقرب من مجلس طلاب الفرع ما إن يقترب منهم شخص لا يعرفونه، فكيف عندما يقدّم نفسه على أنّه صحافي؟ «المشكل انحلّ حبّياً»، يقول الشباب تعليقاً على السؤال. لكن، بدا أنّ هناك بعض «الذيول» التي كانت لا تزال عالقة بين بعض الموجودين هناك، انتهت بقبلتين تبادلها المتخاصمون، فانتهى بذلك «إشكالٌ» أخّر بدء العام الدراسي الذي كان من المفترض أن يبدا أمس، وتأجل بإصدار مدير الفرع قراراً بتأخيره «حتى إشعار آخر».
مع فضّ تجمعات الطلاب المتناحرين، بدأت القوى الأمنية بأخذ دورها على الأرض. ينشغل «دركيّ» بإبعاد الموجودين بالقوة. «وإذا صحافة؟ الكل لبرّا»، يقول مستعرضاً عضلاته، وقد غاب عن باله أنّه ليس من المفترض أن يكون هو نفسه داخل حرم الجامعة لولا طلب المدير. يُعطى الأمر بالانسحاب من حرم الكلية. تنسحب القوى الأمنية بهدوء بعد نهار طويل. يعلّق أحد العناصر «لو كنا عارفين بتنحلّ ببوسة، كنا خليناهم يبوسوا بعض من قبل».
تعاتب المتخاصمون، وأخذوا ينتقدون بعض الوسائل الإعلامية التي استغلت خصامهم «لتضخيمه واستغلاله إعلامياً». يقول أحدهم للصحافيين الواقفين «شو ما شايفين إخوة بيتخانقوا». هنا تساءل أحد الطلاب: «هل فعلاً انتهى الإشكال ببوسة؟».
لكن الشخص الوحيد الذي قبل أن يتكلم بحرية، كان الدكتور كمال كلاكش، مدير الفرع. يشرح كلاكش ما يعرفه الجميع عن بداية الإشكال: فالإشكال حصل نهار الجمعة في تمام الساعة الرابعة على خلفية توزيع مقررات جامعية. إلاّ أنّه ينفي الصبغة السياسية التي أضفيت على الإشكال. حتى إنّه يجزم بأنّ الطلاب الذين كانوا سبب الإشكال هم «غير حزبيين»!.
وتمنى كلاكش على الأحزاب السياسية رفع الغطاء عن كل من يخل بأمن الكلية.
لكن ربما كان أهم ما قاله لـ«الأخبار» بخصوص تعليق الدراسة في الكلية «أن الادارة كانت قد قررت البدء باكراً بالعام الدراسي، كي يتعرّف الطلاب الجدد إلى الكلية والمواد» وأنّه «لن يضّر تأخير العام الدراسي مدة أسبوع، فنحن بانتظار عودة عميد الكلية لنحدد موعد جديد لبدء العام». أما بالنسبة إلى انتهاء صلاحية «حتى إشعار آخر»، فيقول إنّه «قد ينتهي غداً».