كنا نهنأ بأكل المجدرة والفتّوش والحمّص والبطاطا المقلية، وإذا أحد الجالسين يقول «لماذا سعر سندويش الدجاج عند مطعم فلّوش 6000 ليرة، وهلقدّ قدّو؟».تلقائياً، ومن دون أي تفكير، كان الجواب السريع «لأن لديه فرعاً في لندن»، وبعدها خرجت النكتة المتعلّقة بطعام الفول والـFull التي استغلّها هذا المطعم في إعلانه المتلفز.
ولمّا كنّا قد أكملنا طعامنا بهدوء لم يكن مخيّماً قبل «فتح سيرة» مطعم فلّوش، وجب تعليل سعر سندويش الدجاج، أي سندويش الـ6000 ليرة:
أولاً، لأنّ الدجاجات المستخدمة في هذا السندويش تعيش حياة هانئة، أي إنها تستيقظ صباحاً تتناول فطورها، وتمضي النهار تتمشى في الشمس إذ تأكل طعامها وتشرب أصفى المياه العذبة. وتعود عند المغيب وتغفو في مبيتها الدافئ ذي الحرارة المعدّلة بعد أن تكون قد أمضت يومها في أهم شاليهات فقرا.
ثانياً، تتناول هذه الدجاجات اللقاح والدواء اللازم في الوقت المحدّد دون أيّ تأخير. أما نوعية الطعام الذي تتناوله، فلا تسأل، فهي من أجود الأنواع التي يحلم بتناولها من يهتمّ بها.
ثالثاً، النظافة، وما أهم النظافة في ما يخص الطعام. فهذه الدجاجات تغتسل يومياً وتضبّط الـpédicure أسبوعياً عند بسام فتّوح وتصفّف ريشها عند «باتشي إيه لوتشي».
رابعاً، الشكل المشهّي لهذه الدجاجات، إذ تحكم الظروف حيث تعيش بأن تكون مشرقة وفاتنة قادرة على شدّ «أجغل وأمنغل» ديك في الهلال الخصيب.
بالله عليكم، ما الذي يجعل سعر سندويش الدجاج 6000 ليرة؟ أهو البطر، أم التفشيخ أم الأنغلة، أم كلها معاً؟ ليس من مبرّر آخر ليكون الفرق 3000 ليرة في سعر السندويش بين الضاحية الجنوبية أو الطريق الجديدة من جهة، والحمرا أو فردان من جهة أخرى.
لكن المشكلة أن هناك من يسكن الضاحية أو الطريق الجديدة ويستطيع شراء سندويش بـ6000 ليرة، «وهلقد قدّو».

نادر...