عشرة أيام مرّت على بداية العام الدراسي الرسمي، ولا يزال التلامذة والهيئات التعليمية ينتظرون تنفيذ الهبة السعودية كي يتسلّموا كتبهم المجانيّة
كامل جابر
تمكّنت معظم المدارس الرسمية في صيدا من الحصول على الحصص المقررة «بسبب انتشارها في مدى مركز القرار التربوي»، غير أنّ ثمة «تخبّطاً» تدور في فلكه المكتبات الصغيرة والمتواضعة للحصول على كميّاتها، التي تبنّتها «بعد توسيط مراجع نيابية وسياسية نافذة». لكنّ الحال ليست مشابهة في المناطق الجنوبية الأخرى. ففي النبطية مثلاً، يتحدث أصحاب المكتبات عن صعوبات قد تؤجل تسلّم الكتب إلى الأسبوع المقبل. هذا بعدما كان قد وعد هؤلاء إدارات المدارس الرسمية في المنطقة بتسليمها الكتب في هذا الأسبوع.
وقد تسلّمت أكبر مكتبات النبطية «فرح»، ما نسبته 50 في المئة من الكمية المقرّرة لعدد من مدارس النبطية، «هذه النسبة فيها نقص يمنع توضيب الحصص الكاملة لمدرسة مثل متوسطة كفررمان الرسمية، التي تضم 375 تلميذاً. هناك نقص في بعض الأصناف من الكتب العربية والإنكليزية والفرنسية، سببه سوء التوزيع»، يقول صاحب المكتبة حسن علي جابر.
ويضيف جابر إنّ المكتبات تعاني صعوبة في عملية الفرز، إذ تصل الكميات غير مفروزة أو موزّعة أو مصنفة، أي إنّه في الصندوق الواحد يمكن أن تكون الكتب من مختلف صفوف المرحلة المتوسطة واللغات، وليست من صنف واحد، لذلك تعمد المكتبات إلى فرزها أولاً، بحسب لغتها ثم نوعيتها ثم الصفوف، «ولذلك نعمل ليل نهار حتى نتمكن من تسليم الحصص في أقرب وقت ممكن».
في متوسطة كفررمان الرسمية، يجول المدير محمود ظاهر على الصفوف، ويسأل عن عدد التلاميذ الذين تنقصهم الكتب المستعارة. يرفع بعض التلامذة أصابعهم، فهذا يشكو من نقص كتاب واحد، وذاك كتابين وآخر ثلاثة؛ لكن لا يوجد تلميذ واحد من غير كتاب أو بعض الكتب.
يقترح المدير على التلامذة استشارة ذويهم أو أصحاب الكتب المستعارة، كي تأخذ المدرسة هذه الكتب «تضاف إليها الكتب المجانية التي ستصبح مستعملة العام المقبل، حتى يصار إلى توزيعها على التلامذة، إخوتكم وأقاربكم ورفاقكم، وبالتالي نكون قد وفّرنا ثمن الكتب على الجميع تقريباً في السنة المدرسية المقبلة». فتعد تلميذة الصف الخامس سارة عفيف ظاهر أن تبلغ الأمر إلى ابنة خالتها «التي استعرت منها كتب الصف الخامس، ووعدتها بأن أرجعها إليها بعد تسلّمي الكتب المجانية الجديدة».
في الصف التاسع أساسي، لم ترُق فكرة تسليم الكتب المستعارة إلى إدارة المدرسة في بادئ الأمر لعدد من التلاميذ، فهؤلاء اعترضوا لأنّهم لا يملكونها، وبالتالي، لا يمكنهم أن يتصرفوا بها. لكن الجدل ينتهي عند تبني فكرة استشارة أصحاب الكتب الذين لن يحتاجوها، بعدما تجاوزوا المرحلة المتوسطة. أما معلمة الصف ملاك قانصو، فتؤكد أنّها تكتب الواجبات اليومية على اللوح رغم وجود الكتب المستعارة مع العديد من التلامذة، «كي لا تبقى لديهم حجة للتلكؤ عن القيام بواجباتهم المدرسية اليومية، وخصوصاً أنّهم سيخضعون لامتحانات رسمية ويحتاجون إلى كل دقيقة من الوقت».
ويشير مدير المدرسة وعدد من منسقي الصفوف إلى أنّ الكثير من تلامذة كفررمان بادروا وأحضروا كتبهم القديمة إلى المدرسة، وسلّموها للإدارة كي توزّعها على التلامذة المحتاجين، بانتظار وصول الكتب المجانية. «قد نتسلّم الكتب اليوم أو غداً بالتمام والكمال»، يقول ظاهر ويؤكد «أنّ عملية إعارة الكتب سهّلت علينا كثيراً انطلاقة العام الدراسي، وما تسلّم الكتب الجديدة وتسليمها إلا مسألة وقت واستكمال لما بدأناه».