إيلي شلهوبإذا لم تحصل مفاجآت خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، يبدو أن باراك أوباما سيفوز في انتخابات الرابع من تشرين الثاني، في ظل أزمة اقتصادية تزيد من عجز جورج بوش عن القيام بأي مغامرة تعدّل في ملامح المشهد الإقليمي والدولي. أزمة لا شك في أنها ستكبّل أيضاً أيادي الرئيس الأسود لأشهر وتجبره على إعطاء الأولوية لمعالجة تداعياتها الداخلية، فضلاً عن الفترة الزمنية المتعارف عليها لتشكيل الإدارة المقبلة وتسليمها الملفات من سابقتها، ما يعني أن السبات الأميركي الحالي مرشّح لأن يمتد لفترة طويلة، قد تلامس نهاية عام 2009.
حال تستغلها القوى الإقليمية والمحلية لتعزيز مواقعها، إن بحصد ثمار الإنجازات التي حققتها على مدى الأعوام الماضية، أو بترميم خسائرها استعداداً لاستحقاقات مرتقبة في أكثر من مكان تأمل أن تتمكن من خلالها من استعادة بعض ما فقدته في المواجهات السابقة.
لعل المعركة الأولى ستكون ساحتها العراق، حيث تستعد القوى الحليفة لإيران، الشيعية خصوصاً، لحملة شعواء ضد توقيع أي معاهدة تشرع وضع قوات الاحتلال، بما يوفّر لنوري المالكي السند الشعبي ورعاية المرجعية لإمرار ما بقي من ولاية بوش من دون خدمة كهذه.
المعركة الثانية، التي يتوقع أن تكون أكثر شراسة، ستدور رحاها في لبنان، حيث تستعد الأطراف كلها لانتخابات حزيران 2009. مواجهة سلاحها الأساس البترودولار، أكان سعودياً أم إيرانياً، بعدما أخرجت أحداث 7 أيار الرهانات العسكرية من المعادلة، من دون أن يعني ذلك عدم إمكان أن يشهد البلد اضطرابات أمنية، يُرجّح أن تبقى في دائرة السيطرة.
أما الساحة الفلسطينية، فتستعد على ما يبدو للدخول في جولة من المفاوضات الداخلية الماراتونية تستمر أشهراً، يمكن أن يؤدي فشلها إلى دعوة «فتحاوية» لانتخابات رئاسية وتشريعية، من دون استبعاد مواجهات مسلّحة في الضفة أو عقوبات عربية على «حماس».
في ظل سيناريو كهذا، يُرجّح أن يستفيق أوباما على ملفات المنطقة ليجد المشهد التالي: إيران فاعل، والعراق مضاف إليه، وسوريا نعت، والسعودية ظرف زمان، ومصر ظرف مكان، وإسرائيل مفعول به.
يبقى معرفة إن كان يجيد الإعراب.