الشوف ــ أميمة زهر الدينفي محيط فرع جامعة بيروت العربية، ترفع أحراج الصنوبر أغصانها المتفحمة إلى السماء، حتى الأرض تحتها اتشحت بالسواد. طلاب قليلون اليوم في الجامعة بعد ذعر البارحة. الطالب رضا جمول قال إن: «اليوم عاديّ عكس البارحة، ولكن الحمد لله الجامعة مجهّزة مع أنه وقعت حالات ضيق تنفّس نتيجة الدخان». أما زميلته حنان رحال، فقالت «منذ وصلت، كان الغبار والدخان يملآن المكان. قالوا لنا إن الحريق بدأ يمتد إلى الجامعة، فأمر الجيش والأمن الداخلي بإخلاء الطلاب. استطاع رجال الإطفاء محاصرة النيران في الأشجار المجاورة لحرم الجامعة وإخمادها. خفنا كثيراً، وخاصة الطلاب الذين ينامون في الجامعة، ولكن الحمد لله، اليوم يوم عادي، رغم تغيّب طلاب كثيرين». في الدبيّة، يجلس نسيم البستاني مراقباً مشهد تحوّل كل ما يحيط بمنزله إلى رماد: «كل ما يحيط بالمنزل احترق، لكنّ المنزل نجا بأعجوبة. أشجار الصنوبر التي تحيط به يبلغ عمرها على الأقل مئة سنة، وكلّها رماد، إضافةً إلى40 شجرة زيتون لم يبقَ منها شيء. ولكننا نقول الحمد لله بالرزق ولا بأصحابه. انتهى موسم الزيتون الذي نعتمد عليه. وخربت بيوت كتيرة».
هذا الخراب، بالضبط، هو ما دفع على الأرجح اللقاء الوطني في إقليم الخروب، ورئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي، محمد حبنجر، إلى مطالبة الدولة بالتعويض على المواطنين.