◄ إنها ملكة، كلمة تشبه ملقة الإسبانية، لكن مدينتنا أندونيسية تشتهر بمرفئها القديم والمعروف منذ القرن الخامس عشر. أبناء البلاد يسمونها أيضاً ملاك، ويقولون إن هدوءها والنسمات التي ترتفع فيها بعد الظهيرة تضفيان على المدينة طابعاً ملائكياً.
◄ الكتابات الأولى عن المدينة تظهر في كتاب صينية، وضعه عام 1403 رجل كو كوو يي يو الذي زار المدينة في «مهمة رسمية»، وقد كانت حديثة العهد، إذ يقول إنها بُنيت عام 1400، على أي حال اشتهرت المدينة ومرفأها عقوداً طويلة، فقد لعبت دوراً مهماً في التجارة العالمية، فقد كانت إحدى المحطات الرئيسة على «طريق الحرير»، وبين عامي 1826 و1946 كانت هذه المدينة مستعمرة بريطانية، تعود أرباح نشاطاتها إلى الشركة البريطانية لبلاد الهند الشرقية.

◄ يُقال إن التجار المسليمن لعبوا دوراً مهماً في نشاطات ملكة التجارية، وإن حاكمها اختار الإسلام ديناً له عام 1414 وسمى نفسه اسكندر شاه.

◄ في القرن السابع عشر استولى البرتغاليون على المدينة، وحكموا لبضع سنوات، ولم يُمحَ حتى يومنا أثر ذلك الاحتلال، فلا تزال بعض العادات أو الممارسات تذكّر به، فيشتهر أبناء المدينة بأنهم يرقصون رقصتي «إنترودو» و«برانيو» التقليديتين، وهما مأخوذتان عن رقصات برتغالية.

◄ تبلغ مساحة ملكة نحو 1650 كيلومتراً مربعاً، وعدد سكانها 648500 نسمة، وفيها عدد كبير من الفيلات والقصور القديمة، وأشهرها ربما دار «بابا نيونيا».

◄ تعج مدينة ملكة بمبانٍ تنتمي إلى حقبات ومدارس معمارية مختلفة، ففي حي تطغى عليه العمارة الصينية القديمة، يمكننا أن نقع على مبانٍ أوروبية الطابع، تنتمي إلى الحقبة الكولونيالية الأخيرة، كما أن التجمعات «العشوائية» تتلاصق فيها الكنائس والمساجد، ولا تبعد كثيراً عن الفيلات القديمة والجديدة.