روز زياده لفتني بالأمس كلام شاب لبناني في وسائل الإعلام المرئي عندما قال «زويعم مسيحي»، وفسّر تسمية «زويعم» بأنها تصغير لتسمية «زعيم». كان لي ردة فعل عنيفة في ضميري، وقلبي، ووطنيتي لأقول: يا سيد «فلان» أهنئك لاجتهادك اللغوي، وعلى التسمية التي ابتكرتها... أجل ابتكرتها لأنها غير موجودة في قاموس اللغة العربية. إن أسفي كبير يا حضرة السيد، لأنه إذا كان لبنان غنياً، فغناه هو بتنوع الاتجاهات السياسية والحزبية والعقائدية الدينية. وإن أنتَ قصدت إهانة زعيم مسيحي بتصغير لقبه، فاسمح يا سيد أن نقول لك إنك قد صغّرت نفسك وحقّرت اجتهادك اللغوي. فبئس الدين الذي تعتنقه والوطنية التي تدعيها.
نحن نعرف أننا بعد الحرب الطويلة التي دارت على أرض لبنان، تدنت في بلدنا كل المستويات الحياتية والفكرية، حتى إنه تدعونا هذه الحالة لتسمية الحقبة بحقبة «الانحطاط». ولكن حتى الانحطاط له درجاته. وباجتهادك هذا تكون كرست يا حضرة السيد أقصى درجات الانحطاط الفكري.
لك الحق، ولهم الحق ولنا جميعاً حق الاختلاف السياسي والمبدئي، فليس على أحد تصحيح مسار ما نريد بحسب منطقه الشخصي. رجاءً يا حضرة السيد، إن كان الزعماء المسيحيون لا يرضون طموحك، فلا بأس إن أنت انتميت لسواهم، فبذلك لن تمثّل أي ضرر لأحد، لا تهتم. دعهم يديروا زعامتهم كما يشاؤون. هم يعلمون بأنّ للشعب اللبناني الحقيقي والوطني الحقيقي الشجاعة لأن يقول كلمته كل أربع سنوات. هذا إن تركوا له المجال بالوصول إلى ممارسة حقه.
آمل أن يكون اجتهادك اللغوي في المرة المقبلة بخانة الإفادة لا بخانة التحقير.