عكار ــ خالد سليمانفاجأ هطول الأمطار المبكر سكان قضاء عكار الذين لفحتهم موجات الصقيع العام الماضي، ما أدى إلى مقتل شخص وإتلاف محاصيل زراعية، فيما أدى ارتفاع أسعار المازوت إلى الإقبال على شراء الحطب وتخزينه منذ الصيف. في قرى سهل عكار الطقس دافئ نسبياً. لكن بواكير الشتاء جعلتهم يستعدون لفصل قاسٍ، حيث غمرت المياه معظم السهل، وبدأت رياح الشمال تهبّ ليلاً في خريف المنطقة.
خضر عثمان، من بلدة القليعات، يستخدم مدافئ الغاز، وقال لـ«الأخبار» إنه بصدد شراء حاجته من خشب الليمون للتدفئة هذا العام، شارحاً أنه أقل كلفة (طن خشب الليمون بمئة ألف ليرة) وضرراً على الصحة العامة، منتقداً استخدام المدافئ الكهربائية التي تؤدي إلى التعليق، وبالتالي فصل المحول الكهربائي وانقطاع التيار، حيث «بتنا تحت رحمة مستخدمي هذه المدافئ».
لا تنفع مدافئ المازوت والكهرباء في ردع الصقيع القارس في قرى جرد عكار. وبدأ الأهالي في تجميع الخشب منذ حزيران الماضي. وتقول أم وليد حمود، وهي تجمع الخشب: «ما بين تشرين الأول وتشرين الثاني هذا العام شتاء ثانٍ، لا صيف ثانٍ كما يقول المثل»، متوقعة أن يكون الشتاء قاسياً وطويلاً. وتضيف أنها تنتظر بونات المازوت من صندوق الزكاة الذي وزع العام الماضي حصصاً على الفقراء. في القبيات وعندقت يعمد بعض الأهالي إلى تجميع بقايا الغابات المحترقة صيفاً رغم تشدد مأموري الأحراج في ضبط المخالفات. وما سلم من النيران لم يسلم من عمليات القطع العشوائية، ما أدى إلى مشاكل في القبيات بين مجلس البيئة والأهالي الذين قطعوا مئات الأشجار على طريق القطلبة بحجة توسيع الطريق.
أما سكان المناطق الحدودية، فبدأوا بشراء الخشب السوري المهرب منذ الصيف الفائت (الطن بين 5آلاف و7 آلاف ليرة سورية). ومن كان ميسوراً خزّن حاجته من المازوت السوري المهرب (21 ألف ليرة) بعدما وصلت إلى 33 ألف ليرة بداية الصيف مع ارتفاع أسعار المحروقات عالمياً. ولا يخفي علي السعيد من بلدة العماير الحدودية ندمه من التسرع في شراء كميات كبيرة من الحطب بداية الصيف خشية ارتفاع أسعاره، فيما اليوم تتراجع أسعار المشتقات النفطية إلى ما دون أسعار الخشب، الأمر الذي دفعه إلى شراء برميلي مازوت احتياطاً.