إقليم التفاح ــ كامل جابربدأت شعلات «جبل الرفيع» تأخذ موقعها في مؤونة وقود الشتاء، بعد تجربة ناجحة في عربصاليم، استفادت من «جفت» الزيتون، فخفّفت عن كاهل الأحراج. ولأن الفكرة نجحت، أصبحت معاصر زيتون منطقة إقليم التفاح غير معنية بالبحث عما يريحها من بقايا الزيتون؛ ففي المصنع المعني في عربصاليم، هناك من يتكفل أمر «الجفت» بعد «الحجز» المسبّق عليه. ما جعل سعر الطن «الخام» منه يرتفع من 23 دولاراً للطن المستقدم احتياطاً من سوريا، إلى 40 دولاراً في المعاصر هنا.
استقدم أصحاب المصنع مكبس الجفت من تركيا، قبل الشتاء الماضي، وبدأ العمل بنحو 300 طن من الجفت الخام. «صار المكبس يعطينا بين 30 و40 حبة (شعلة) في الدقيقة؛ ونحتاج إلى نحو ثلاثة أطنان يومياً. وبسبب الإقبال الشديد عليها وتهاود سعر الشعلات، بعنا كل ما لدينا، واستعنّا بنحو 200 طن من سوريا»، كما يقول مدير المصنع محمد حسن نظر، الذي يميّز بين جفت زيتون سوريا وجفت لبنان «فالأول يُستخدم في صناعة الصابون وتُستنفذ منه مادة الزيت، لذلك يكون اشتعاله بطيئاً، ويحتاج إلى حطب يساعده على هذا الاشتعال؛ أما الثاني، فيبقى فيه واحد في المئة يساعد على احتراق رائع من دون دخان». تكفي الشعلة الواحدة المكبوسة من جفت الزيتون لنحو ساعة ونصف ساعة من الاشتعال المتواصل، مع حطب أو من دونه. ويمكن أن لا تتجاوز حاجة المنزل منه طوال فصل الشتاء إلى طنين، أي نحو 1800 حبّة لكل الموسم. ويختلف سعر الحبة الواحدة بين معلّب وغير معلّب «فالصندوقة الواحدة التي تتّسع لـ12 حبة بأقل من دولارين، والطن بمئة وخمسين دولاراً، يصير بمئة دولار، بالبيع المفرّق، أي بالأكياس». بحسب تأكيد نظر.
لا خوف على الشعلة المضغوطة بنسبة عالية جداً تحوّلها إلى شبه خشبية، من المطر أو تسرّب المياه «فهي لا تتفكّك بسهولة، وسرعان ما تعود إلى طبيعتها وفعلها بعد جفافها، وهي لا تحتاج إلى مكان شاسع للتخزين، فحجمها يتوزّع بين طول لا يتجاوز 20 سنتيمتراً وقُطر لا يتجاوز 7 سنتيمترات، ووزن يبلغ كيلوغراماً واحداً ونصف أوقية».
ولأن البعض حاول استغلال هذه المادة واحتكارها، قرر مصنع عربصاليم أن لا يبيع أكثر من طنين اثنين للمنزل الواحد، «يكفيان مؤونة الشتاء؛ لقد قام مصنع آخر في منطقة حاصبيا، بعد مصنعنا بمحاولات جيدة، لكن الضغط على مصنعنا، جعلنا نخطّط لإنتاج أكثر من 500 طن في الموسم، وبعد اتصالات بمعاصر الجنوب، يمكن أن نستغني عن الاستيراد من سوريا». ولأن للجبل الرفيع، المنتصب فوق عربصاليم مكانة احتلها بفضل عمليات المقاومين «أطلقنا على منتجنا اسم جبل الرفيع»، ويتساءل: وهل من اسم يخفّف عن أحراج المنطقة، ويريح أصحاب المعاصر من جفت الزيتون أفضل من جبل الرفيع؟».