طرابلس ــ عبد الكافي الصمدكشف التحرك العفوي الذي قام به بعض أهالي منطقة باب التبانة في طرابلس، احتجاجاً على عزم الجيش اللبناني إقامة متاريس ودشم في شارع سوريا، الذي يفصل المنطقة عن جبل محسن، جانباً من الحساسيات التي لم تزل راسخة بين أهالي المنطقتين، والتي لم تنزع المصالحة الطرابلسية الشهيرة آثارها المتراكمة منذ أكثر من 30 سنة.
ومع أن الهدوء عاد بشكل شبه تام إلى المنطقة بعد المصالحة، واستعادت الحركة التجارية شيئاً من حيويتها، باستثناء بعض الحوادث الفردية وإلقاء قنابل يدوية وصوتية ليلاً، فإن التحصينات العديدة التي عكف الجيش على إقامتها في المنطقة، والأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية الموضوعة على خطوط التماس المعروفة، واستمراره في قطع بعض الطرقات التي تربط بين المنطقتين ليلاً لدواع أمنية، أدت إلى بروز أجواء قلق لدى أهالي باب التبانة، تمثّلت في قيامهم بحركات احتجاج رافضة.
بعض الأهالي عبّروا عن استغرابهم قيام الجيش بإعادة بناء متاريس ودشم قديمة، وتعزيزها بتحصينات إضافية، وخصوصاً في طلعة العمري وقرب السنترال وطلعة الكواع، ما أعاد إلى أذهانهم «صوراً بشعة وأياماً سوداء» من أجواء المعارك التي دارت في الثمانينات، وجعلتهم يتخوفون من أن تكون إعادة رفع الدشم مؤشراً سلبياً ينذر بتطوّر ما، فقاموا يوم الجمعة الماضي بتحرك احتجاجي تجاه الجيش، الذي تجاوب مع مخاوف الأهالي فأزال الدشم والمتاريس موضوع الاعتراض.
وفي موازاة التذمر الذي يبديه الأهالي بسبب البطء في عملية مسح الأضرار الذي تقوم به الهيئة العليا للإغاثة، وعدم دفعها التعويضات للمتضررين إلا على نطاق ضيق، تجدّد أمس احتجاج الأهالي على متاريس ودشم كان الجيش ينوي إقامتها في الأحياء الداخلية من باب التبانة، وعلى زوايا المحال التجارية، ما «سيؤدي إلى تراجع الحركة التجارية»، حسب معنيين في لجنة المتابعة في المنطقة. الأهالي راجعوا الجيش بهذا الخصوص.
وكشف المعنيون في لجنة المتابعة لـ«الأخبار» أن السبب الرئيسي لتخوّف الأهالي يعود إلى خشيتهم أن تؤدي أي انتكاسة أمنية قد تقع مستقبلاً، إلى «ترك الجيش هذه المواقع المحصّنة واستخدام الطرف الآخر لها، مع ما يمثّله ذلك من مخاطر ومخاوف بالنسبة إليهم».