strong>بسام القنطارسيشهد المؤتمر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية الذي يفتتح في المنامة في 26 الحالي العرض الأول لشريط وثائقي بعنوان «شهادة بيئية على العصر». يستعرض الفيلم تطورات حالة البيئة في المنطقة العربيّة خلال قرن، كما يرويها «الشاهد» عبد الفتاح القصّاص (87 سنة)، وهو أحد أبرز الشخصيات البيئية العالمية. ولد القصّاص في قرية برج البرلّس على الدلتا المصرية عام 1921، وحصل عام 1950 على الدكتوراه في علوم بيئة النبات من جامعة «كامبريدج» البريطانية، قبل أن يصبح أوّل مرجع دولي في بيئة الصحراء. تولّى مهمات عالمية، بينها رئاسة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، والمستشار الرئيسي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
يبدأ الفيلم في برج البرلّس، مسقط رأس القصّاص، تلك القرية المنخفضة على الدلتا التي ستكون مِن أولى المناطق العربية المعرّضة للغرق بسبب تغيّر المناخ.
انطلاقاً من حياة القصّاص وتجربته، يعرض الفيلم أبرز التحدّيات التي تواجه البيئة العربية، مثل النمو السكاني والتوسّع المُدني والضغوط على الموارد الطبيعية والمياه والهواء والبحار، كما يتطرّق إلى أهميّة البحث العلمي. ويقدّم مواضيع الشريط الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب، مستعيناً بجداول ورسوم بيانية.
يبدأ القصاص شهادته من مكان ولادته: «الأماكن المهدّدة بالغرق هي تلك الموجودة شمال الدلتا المصرية وهي بحيرة البرلّس. هذه هي المنطقة التي ولدتُ فيها وتقع في منتصف الدلتا المصرية. يقطنها ناس يقومون بصيد السمك من البحيرة والبحر. في المستقبل، مع تغيّر المناخ، ستحتاج هذه المنطقة إلى إجراءات من نوع آخر، ذلك لأنّ البحر سيغرقها كلّها. نحن بحاجة إلى تهجير سكان المناطق إلى أماكن أخرى في مصر، وهذه مشكلة كبيرة جداً».
ويكشف الفيلم أنّ العرب ينتجون نحو 300 ألف طن من النفايات المنزليّة الصلبة يومياً، معظمها ينتهي إلى مكبّات عشوائية. لا تتجاوز الكميّة التي تجري معالجتها 20 في المئة، فيما يتمّ تدوير أقلّ من 5 في المئة.
وبشأن تغيّر المناخ، يؤكّد صعب أن إسهام المنطقة العربية في تغيّر المناخ قد لا يتجاوز 3 في المئة على المستوى العالمي، لكنّ آثار هذا التغيّر عليها ستكون كارثيّة. ويتساءل القصاص: «أين الأماكن المعرّضة للغرق من ارتفاع البحار، وماذا فعلنا للمواجهة؟».