جانا رحال تفاجأت الطالبة كايلي جالياني من جامعة نيو انغلند الأميركية بهدية قدمتها لها إدارة الجامعة، ألا وهي دراجة هوائية مجانية! ورأت جالياني أن هذه الهدية هي أفضل وسيلة للتجول داخل حرم الجامعة. تقدم جامعة نيو انغلند وكلية ريبون في ويسكونسون دراجات هوائية مجانية لطلاب السنة التحضيرية الذين وعدوا المسؤولون بترك سياراتهم في المنازل. كما أن جامعات أخرى تتبنى برنامجاً لمساعدة الطلبة على شراء دراجات أو استئجارها بأسعار مخفضة، وتتعاون بعض الجامعات الأميركية مع محال لتأجير الدراجات الهوائية.
ويقول المسؤولون عن الجامعات والمعاهد إن الهدف من وراء هذا التوجه هو خفض عدد السيارات في المواقف التابعة لها، وتغيير عادات التنقل داخل الحرم الجامعي، فأكثرة السيارات تعرقل الممرات والطرق داخل الحرم، واستبدالها بالدراجات الهوائية يساهم في المحافظة على البيئة.رغم ظهور العديد من «برامج الدراجات الهوائية»، إلا أن البعض منها فشل بسبب عمليات السرقة والتعدي على أملاك الغير. فأوقف برنامج كلية ساينت ماري في ماريلاند بسبب الأعمال التخريبية التي لحقت بالدراجات. ويلفت الناطق باسم الكلية شيب جاكسون إلى أن الأفكار الجديدة عن برامج الدراجات ستكون منظمة وفيها انضباط أكثر.
ويرى المسؤولون في كلية ريبون وجامعة نيو انغلند أن امتلاك التلامذة دراجات هوائية يشجعهم على التصرف بمسؤولية تجاه النظام وتجاه دراجاتهم. وخصصت الكلية خمسين ألف دولار لهذا البرنامج. ويشرح رئيس كلية ريبون دايفد جويس أن الغاية من المشروع هي تخفيف الحاجة إلى مواقف السيارات، كما أنها فرصة لخلق تغيير من ناحية اللياقة البدنية والصحة. وفي هذا الصدد، عانت جامعة نيو انغلند في بيدفورد من مشكلة كثرة السيارات وعدم وجود أمكنة لركن سيارات كل الطلاب، فسلّمت 105 دراجات هوائية للطلاب في الأسبوع الأول. واتضح لاحقاً تراجع نسبة الطلاب الذين يستخدمون سياراتهم الخاصة من 75% من طلاب السنة التحضيرية إلى 25% منهم.
تفرح كايتلن بيروي (طالبة في نيو انغلند) بهذا البرنامج، لأنها لم تعد في حاجة إلى سيارتها، ولم تعد تشعر بأنها تساهم في الإساءة إلى البيئة. ويشدد مدير البرنامج آلان دي كوترت على أن وجوه العديد من التلامذة تشرق حين يستخدمون دراجاتهم بعدما انقطعوا عنها سنوات طويلة.
وكغيرها من الجامعات، اتفقت إدارة جامعة إموري مع متاجر لتأجير الدراجات لتزويدها بـ50 دراجة لتأجيرها للطلاب، وذلك بأسعار شبه مجانية.
من جهة ثانية، هناك العديد من المشاكل التي ستواجه التلامذه المعتمدين على «برامج الدراجات الهوائية»، أهمها صعوبة استخدام الدراجات في الشتاء، لذلك سوف يقل استعمالها تدريجياً. كما يتعجب المسؤولون في جامعة نيو انغلند لمصير الدراجات عند انهمار الثلوج، ولكن رغم ذلك فإنهم يعملون على إثبات قدرة استعمال الدراجات الهوائية في هذا الطقس.
أما جامعة ساينت اكسفير في شيكاغو فسوف تعلن عن أول دراجة هوائية على الكمبيوتر تعمل مع نظام الحرم الجامعي. يستطيع التلميذ بواسطتها إظهار البطاقة الخاصة به من أجل إدخال دراجته إلى الجامعة.
ركن الدراجة في الحرم الجامعي مجاني لبعض الوقت، ثم يدفع الطالب ستين سنتاً عن كل خمس عشرة دقيقة إضافية. بالإضافة إلى أن هذا البرنامج يعتمد على نظام شبيه بالـ GPS لرصد الدراجات الهوائية.