الكورة ـ فريد بو فرنسيس«موسم الزيتون ضعيف جداً هذا العام في قضاء الكورة» يقول فؤاد شويري أحد ملّاكي بساتين الزيتون في القضاء، واصفاً الأمطار الأخيرة بأنها «نعمة على مزارعي الزيتون في الكورة خصوصاً». وأضاف «بعض المزارعين كان قد بدأ بقطاف موسمه، لكن البعض الآخر مثلنا، فضّل انتظار زخات المطر التي تزيد حجم الحبة وكمية الزيت فيها».
وفي الوقت الذي بدأ فيه الملاكون الصغار قطاف زيتونهم، بدت بعض البساتين شبه مهملة. فالأعشاب الخضراء لا تزال تغطي أجزاء واسعة من أرضها، وهو أمر غير مألوف. إذ يجب تنظيف الأرض بالكامل ليستطيع العمال التقاط الزيتون عن الأرض بعد سقوطه. وتحلّ زراعة الزيتون في المرتبة الأولى شمالاً، وتقدّر مساحتها بحوالى 86% من أصل الأراضي الزراعية في الكورة. ولا تنتج شجرة الزيتون سنوياً، بل يتعاقب موسمها كل سنتين، بحيث يرتفع الإنتاج في سنة، وينخفض في السنة الثانية. وتأتي عملية قطاف المواسم في الكورة، في وقت يسجل فيه الإنتاج تدنّياً كبيراً يتزامن مع ارتفاع سعر اليد العاملة إلى 15 ألف ليرة للعاملة و20 ألف ليرة للعامل في اليوم الواحد. أما أجر عصر الكيلوغرام الواحد من الزيتون في المعصرة فقد ارتفع هو الآخر ليصل سعر التنكة إلى حدود 120 دولاراً للزيت الجيد، حتى الآن. من هنا يؤكد المهندس جورج جحا رئيس اللجنة الزراعية في مجلس إنماء الكورة «أن المحصول في الكورة لن يتعدّى حدود الـ20 في المئة من محصول السنة الماضية». ويعيد سبب ضعف الموسم «إلى الرياح الخمسينية التي ضربت لبنان واجتاحت بساتين الكورة في وقت عقد الثمار بين شهري نيسان وأيار من السنة الجارية، إضافة إلى موجة الصقيع والبرد». وتوقع جحا ارتفاعاً في أسعار الزيت «غير المغشوش»، مشيراً إلى تدنّي بيع الزيت بسبب أسعاره المرتفعة. «من هنا يأتي الكساد في الموسم ويتكدّس الزيت في الخوابي».