بعلبك ـ علي يزبكينظر محمد شرف الدين بحسرة إلى مجرى نهر رأس العين في بعلبك وقد جفّ ماؤه وبانت في قعره النفايات. «هذا أحد معالم مدينة بعلبك التي تغنّى بها الشعراء، وقد بات اليوم مصدراً للروائح الكريهة، تتجنّب بسببها المرور في هذا المكان». ويؤكد محمد الذي يملك مطعماً للسندويشات على حافة النهر «أن شكل النهر تغيّر كثيراً بعدما أحيط بقالب من الإسمنت، وقام بعض أصحاب المتنزّهات بتحويل مجارير الصرف الصحي إليه حتى بات مقزّزاً». ويضيف «ما زاد الطين بلّة أن المياه جفت نهاية أيلول هذا العام، ولم تعد تقوى على الصعود من البركة إلى المجرى، وهي من المرات النادرة التي تتوقف فيها مياه النهر عن الجريان». ويبلغ طول النهر الذي ينبع من بركة رأس العين نحو 3 كيلومترات، يتحوّل بعدها إلى سواقٍ تروي بساتين بعلبك. وقد انخفضت نسبة المياه في البركة نحو متر تقريباً بسبب الجفاف، وبالتالي، جفّت البركة بجانب مرجة رأس العين، ما أدى إلى نفوق أسماك الزينة والترويت الملوّنة بداخلها. وليكتمل «النقل بالزعرور»، أخذ روّاد المقاهي والمتنزّهات، برمي نفاياتهم هناك، ورغم كل عمليات التنظيف التي تقوم بها البلدية فإن الصورة تبدو مأساوية، بحسب رئيس لجنة البيئة في البلدية د. أكرم مرتضى. ويؤكد الأخير «أن البلدية تقوم شهرياً بتنظيف المجرى بعدما أقامت شبكات لمنع النفايات من أن تتراكم تحت العبارات والجسور الصغيرة على مجرى النهر»، كما أنها «نشرت عشرات المستوعبات المخصصة للنفايات حول مرجة رأس العين ومنطقة المتنزّهات، ولكن الأوضاع بقيت على حالها».
وأضاف «جفاف المياه حدث غير سعيد، ولكن البلدية ستستغله لتنظيف المجرى وبركة تجميع المياه قرب المرجة. وهناك قرار بإزالة وُصَل الصرف الصحي عن النهر، وقد أزيل معظمها بالفعل. وسينتهي العمل نهاية الشهر الجاري، مع انتهاء مشروع الصرف الصحي الذي ينفّذ في محيط النهر».