خزامى كنفانياحتاج صديقي لأكثر من ساعة لشرح نظريّته هذه التي أحفظها تماماً كما يحفظها هو، وربما نحن الاثنين لا نفهم حقيقتها. انتهى من الشرح.
حينها انتبهت أن صديقي هذا غير منتسب إلى نقابة. وأنا غير منتسب إلى نقابة؛ أصلاً لا توجد نقابة للعاملين في المؤسسة التي أعمل فيها، ولم أتعاون ما فيه الكفاية عندما سعت إحدى الرفيقات لتأسيس النقابة. إنها لمفارقة فعلاً. منذ ست سنوات حتى الآن لم تحصل تظاهرة في الأول من أيار أو من أجل حقوق العمال إلّا شاركت فيها. قرأت الكثير من أدبيات الماركسيّة وانتسبت إلى الحزب الشيوعي ونشطت في صفوفه ودعوت العمّال إلى الانتساب إليه... فعلت أشياء كثيرة؛ أيقنت الآن أنها غير مهمّة.
أول خطوةٍ على الشيوعي أن يقوم بها هي أن يكون شيوعياً. أن ينضمّ هو إلى النقابة أو يناضل من أجل تأسيسها. عندها فقط يُمكن أن يكون المرء شيوعياً.
رفيقتي، هل ما زلت ترغبين بتأسيس النقابة؟