الفيلم: دعاء الكروان (مصر ـــ 1959)المخرج: بركات
بطولة: فاتن حمامة، أحد مظهر
إنه واحد من أجمل كلاسيكيات السينما المصرية، الفيلم الذي صُنف كسادس أجمل فيلم مصري (على امتداد تاريخ هذه الصناعة)، مأخوذ عن رائعة الكاتب طه حسين، لم يُغير عنوان الرواية، وفيه خرجت فاتن حمامة عن الصورة التقليدية لأدوارها، رمت ثوب «العفة» والخجل والفتاة المهذبة لتلعب واحداً من أجمل أدوارها على الإطلاق.
الحكاية تدور في الصعيد المصري حيث التقاليد المحافظة أساس العُرف أو بالأصح العقد الاجتماعي. في هذه البيئة تكبر آمنة المتمردة على العادات والتقاليد، لها شقيقة تُدعى هنادي، تقع الأخيرة في حب مهندس أعزب عملت خادمة عنده فيقيم معها علاقة جنسية.
هنادي الخارجة عن «طوع» مجتمعها ستلقى مصيراً أسود وتُقتل أمام عيني شقيقتها آمنة التي تقرر أن تنتقم لها.
الانتقام هنا لا يكون بقتل من قتل أختها، بل من «تسبب» بموتها. تتسلل آمنة مجدداً إلى بيت ذلك المهندس، تنوي الإيقاع به، تتحين الفرصة حتى تنقضّ عليه، تقتله، لكنها تقع هي أيضاً في حبه، تميل، ولكنها تدرك أن طيف أختها «هنادي» سيبقى حاجزاً بينها وبينه.
هنا سنتابع صراعاً داخلياً تعيشه البطلة، بين الرغبة في الانتقام وعجزها عن قتل «عدوّها»، بين كرهها له وعشقها له في آن، سنعيش تمزقها بين رفضها للعادات التي أدت إلى موت شقيقتها، وانصياعها لها أحياناً، إذ تقرر أن تثأر لشقيقتها، والثأر من المفاهيم التي تدافع عنها المجتمعات المحافظة والتقليدية في آن.
أخيراً ستقرر آمنة أن الهروب هو أفضل الحلول، ستهرب من حبيبها ومن محيطها ومن مجتمعها.