إن الإصابة بالزكام والعوارض المرافقة له، من سعال وارتفاع في الحرارة وألم في المفاصل ووهن في الأداء العام الذي يصيب معظم الناس في هذه الفترة من العام إنما هو نتيجة لعوامل كثيرة غير مباشرة. أما الأسباب المباشرة لهذه الإصابة فيمكن الحديث عن اثنين لا ثالث لهما. الأول هو التقاط العدوى من شخص مصاب، وهو أمر من الصعب تفاديه إذا كان جهاز المناعة ضعيفاً، لذا ينصح الاختصاصيون بتناول الفيتامينات، لا سيما الفيتامين C منذ بداية شهر أيلول وحتى انقضاء فصل الشتاء. أما السبب المباشر الثاني فإنه مرتبط بسلوك شائع نقوم به جميعاً دون التنبه إلى مخاطره. إن تقلبات الطقس المتكررة التي تحصل في هذا الموسم بالذات تعرّضنا إلى زخات المطر المفاجئ أحياناً، وإلى انخفاض درجات الحرارة، فيما ملابسنا لا تحمينا من البرودة المفاجئة. وحين نعود إلى المنزل نتكاسل في معظم الأحيان عن القيام بأمرين بسيطين قد يكونان السد الأخير بيننا وبين الزكام وتداعياته، وهما الاستحمام بالماء الساخن فوراً وتناول السوائل الساخنة من زهورات أو شاي أو شورباء.
أما بالنسبة للأطفال فإن الأمر ذاته ينطبق على معظمهم، لكن هناك بعض الحالات، حيث يبالغ الأهل في إلباس أطفالهم ما يحميهم من البرد الصباحي قبل انطلاقهم إلى المدرسة، ويغفلون عن حقيقة أن الطقس سوف يعود إلى حالة الدفء خلال النهار، وهذا ما يساهم بإصابة الأطفال بما يعرف شعبياً بـ«التشويبة» التي تؤدي إلى إصابتهم بالزكام أو السعال أو التهاب اللوزات وغير ذلك من الأمراض والعوارض.
اختاروا لأطفالكم ثياباً خفيفة وأضيفوا عليها سترة مناسبة لبرودة الطقس الصباحي، حينها يتمكن الطفل بسهولة من خلعها عند الحاجة، الأمر عينه نستطيع أن نقوم به نحن الكبار.
غادة...