الكورة ــ فريد بو فرنسيساستحدثت ريتا غجر مهمة جديدة لها تقوم بها يومياً. ففي الصباح، وقبل أن يصل الباص الذي يقلّ ابنتها الصغيرة إلى مدرستها، تحضّر حذاءً قديماً في كيس من النايلون تنتعله ابنتها الصغيرة لكي تعبر الحفرة الكبيرة الموجودة وسط الطريق الرئيسي الذي يشق بلدة راس مسقا في قضاء الكورة بطول 500 متر وعمق مترين. هذا الحذاء ستستبدله الصغيرة بحذاء جديد عندما تعبر الحفرة، ويصل الباص ليقلّها إلى المدرسة، ويتكرر الأمر بعد الظهر. ليست ريتا وحدها هي التي تعاني من هذه المعضلة، بل هناك أكثر من 10 عائلات لا تستطيع حتى الوصول إلى منازلها بطريقة عادية، نتيجة حفريات شركة «اوبيري بوبليشد» لمدّ شبكة مياه للشفة. وقد عمدت البلدية إلى وضع ألواح من الكرتون أمام منازلهم كي يستطيعوا الوصول إليها من دون أن تلوّثهم الوحول وخاصة في أيام المطر هذه. فعلى الطريق من مستشفى هيكل في ضهر العين إلى بلدة برسا، تصادفك وسط طريق بلدة راس مسقا حفرة كبيرة وإشارة «طريق مقطوع». يقف شرطي البلدية، يؤمن السير بعدما تحولت البلدة ووسطها إلى حفريات ووحول نتيجة التباطؤ في مدّ قساطل مياه الشفة من بئر أبو حلقة في البحصاص، التي تغذي الخزان الكبير لبلدة راس مسقا. وتستفيد من المشروع البحصاص، المطلّ الازرق، تلة ناجي، الكمرة، المجمعات السكنية الواقعة على طريق البحصاص باتجاه ضهر العين. ويقول رئيس بلدية راس مسقا جورج القاري «المشروع من أجل جرّ المياه من نبع أبو حلقة إلى خزان كبير في منطقة برسا العقارية، ومنه إلى راس مسقا، وهو يضخّ بمعدل 50 ألف ليتر مكعب من الماء يومياً. إن العمل بطيء جداً، وهذا ما سبّب أضراراً للسكان وأثّر على حركة باصات المدارس التي اضطرّت لتحويل وجهة سيرها». وعن التأخير في العمل، عزا القاري السبب إلى «أن القسم الذي ينفذ حالياً هو من أصعب الأقسام، لأن الأرض صخرية، وبالتالي تستغرق وقتاً في الحفر، ولكن العملية طالت كثيراً». الحفرة ستحتضن أربعة قساطل ضخمة لمياه الشفة ضمن المرحلة الأولى للمشروع. وأبدى القاري استياءه من العمل الجاري حيث «لا صلاحية للبلدية على الشركة المتعهدة، ولا حتى يوجد أي تنسيق معها. وقد خاطبنا مجلس الإنماء والإعمار في كتاب رقم 673 تاريخ 12/8/2008 وطلبنا الإسراع بإنهاء المرحلة الأولى والثانية بسرعة، والتي تقضي بمد توصيلات إلى المنازل. مع الإشارة إلى أن ما تمّ حفره في محيط الجامعة اليسوعية وكمرا ومحيط مدرسة اليسوعية للبنات لا يزال من دون ردم وتعبيد، مع أن تمديد القساطل قد انتهى». وطالب القاري بأن تكون الأعمال تحت إشراف البلدية، وإلا «فلا نريد أي أشغال».