صور ــ آمال خليلهي المرة الأولى التي تثمر فيها تحركات الصيادين في صور منذ وقت طويل فيحققون أحد مطالبهم. فلقد أثمرت تحركات هؤلاء المكثفة في الأسابيع الأخيرة، بقيادة نقيبهم خليل طه، ضبط استخدام الديناميت لصيد الأسماك في بحر صور ولو بصورة جزئية. لذا استحقّ توقيف مفرزة الشواطئ عدداً من «المفجرين» وحجز زوارقهم، وقفة شكر وتحية وجّهها أمس، صيادو صور المتضررون ونقيبهم طه، إلى وزير الداخلية زياد بارود، على ما وصفوه بـ«تجاوبه مع مطالبنا». لكنّ طه لم يغفل الإشارة إلى أن «تحرك الأجهزة الأمنية أخيراً، الذي جاء بعد سنوات من تقاعسها والتواطؤ مع صيادي الديناميت، جاء تحت ضغط الحملة التي أطلقناها، وبعدما عمدت قيادتهم إلى معاقبة المخلّين منهم على أدائهم السابق». وأمل طه «ألّا تتوقف أو تنحسر تحركات مفرزة الشواطئ في ضبط الديناميت، وملاحقة المخلين بالقوانين بعد مدة». إشارة إلى أن النيابة العامة كانت قد أخلت سبيل خمسة عشر من الصيادين بالمتفجرات بعد حبسهم لمدة خمسة عشر يوماً، وإلزامهم بدفع غرامات مالية، فيما لا تزال تحتجز زوارق الصيد العائدة إليهم حتى إشعار آخر. يوم الشكر البحري لم يدم طويلاً. فقد عرض الصيادون سلسلة قضاياهم العالقة فيما بينهم. فمقابل ضبط الديناميت في بحر صور، تحدث هؤلاء عن تجاوزات كثيرة في توزيع مساعدات صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للصيادين المتضررين من عدوان تموز 2006. وكانت أول دفعة من المساعدات قد قدمها الصندوق إلى تعاونية الصيادين في شهر حزيران من عام 2007، وآخرها كان في شهر أيار الفائت. واللافت أن شيئاً من تلك المساعدات لم يصل حتى الآن إلى الصيّادين! والمساعدات هي عبارة عن عدة للصيد كاملة. التأخر في التوزيع على المستفيدين فتح الباب على مصراعيه لاتهام التعاونية بوضع اليد على مساعدات جاءت على اسم جميع الصيادين كما قال البعض. ولا ينفي محمد بواب، وهو رئيس التعاونية الموكل توزيع المساعدات، أن هذه الأخيرة لا تزال في المخازن. بوّاب علّل التأخير الذي أثار غضب زملائه، بالتريث «ريثما تنجز لوائح الصيادين التي تبيّن أرقامهم الدقيقة وتميز بين البحري وصاحب الزورق». ويستطرد بواب موضحاً أن «عدد الصيادين الذين يشغلون ميناء الصيادين في صور قد ازداد بعد العدوان، ما يوجب القيام بجردة جديدة لهم». من جهته، يرفض النقيب خليل طه ما يسوقه رئيس التعاونية من أسباب يريد منها أن تبرر «حجز المساعدات غير المقنع». ويضيف الرجل متسائلاً بتهكّم «لأن الصيادين معروفون، فمن أي نوع هي تلك اللوائح التي تحتاج إلى أكثر من سنة ونصف سنة لإنجازها!».