نظمت جمعية «نحو المواطنية» حلقة حوارية عن الانتخابات الطلابية في الجامعات. ركّز المتحاورون على الدفاع عن الطائفة والعلاقات الشخصية
هاني نعيم
لم يستطع الشباب اليساريون والعلمانيون المشاركون في جلسة «فادي ما سقط...عم يحضّر للانتخابات»، مع جمعية «نحو المواطنية»، أن يمتنعوا عن السخرية عندما أكد منسّق منظّمة شباب المستقبل في الجامعة اللبنانية الأميركية هاني نسبي أنّ تيار المستقبل هو أكبر حزب علماني في لبنان. كان الشباب يتناقشون في طائفيّة الانتخابات الطلابية الجامعية، فعلّق أحدهم قائلاً «الشهّال كان عضواً سابقاً في الحزب الشيوعي!».
كان السؤال الأساسي الذي افتتحت به الجلسة هو «على أي أساس ينتخب الطلاب في الجامعة؟»، فأكدت أغلب الإجابات أنّ القناعات السياسيّة هي التي تحدد وجهة الانتخاب داخل الجامعات. وتحدّث الطالب في الجامعة الأميركية في بيروت والمنتسب إلى مجموعة «بلا حدود» طارق توتونجي عن دور العلاقات الشخصيّة في الاختيار أيضاً، إلى جانب مسألة «الدفاع عن الطائفة» التي سادت في الآونة الأخيرة، كما يقول. وأكدت الطالبة المستقلة في جامعة القديس يوسف خلود نسبي «أنّنا ننتخب أحياناً أحد الأصدقاء على أساس أنّه مستقل، لكننا نفاجأ في اليوم الثاني بأنّه مرشّح أحد الأطراف السياسية. هذا هو الخداع بعينه». فيما أصرّ أسامة فرج، أحد ناشطي منظّمة الشباب التقدّمي في الجامعة الأميركية في بيروت على أنّه «لا يوجد مستقلون، وللكل خلفيات سياسية».
وحاول كل الطلاب الموجودين التأكيد أنّ الجهة التي ينشطون معها لها برامج أكاديميّة تخوض الانتخابات على أساسها، إلى جانب العناوين السياسيّة. فأكّدت الناشطة في التيار الوطني الحر ليا صعب، أنّها حصلت في انتخابات السنة الماضية على أصوات من قواتيين وغيرهم على أساس برنامجها.
وعلت بين الحاضرين أصوات «مستقلة» تطالب بالفصل بين الجامعة والسياسة. «الجامعة للدرس»، قال نادر حويلّا بحدّة، ما استدعى وشوشات جانبيّة ساخرة من هذه المقولة، فاستدرك موضّحاً وجهة نظره «صحيح أنّ الحياة السياسية في الجامعة تنمّي روح المشاركة والديموقراطية بين الطلاب، ولكنّها تأتي بالمشاكل والاصطفافات».
الناشط في حلف لبناننا جيلبير رزق سأل «كيف نتجادل داخل حرم الجامعة على برامج أكاديمية، وجندي الاحتلال يقف أمام باب الجامعة؟»، موضحاً أنّه لا يمكن الفصل بين القضايا الطلابية والوطنيّة، وهذه المحاولة «تخلق شباباً منفصماً، وتقود المجتمع إلى الانتحار».
وعن مصادر تمويل الحملات الانتخابية، قال مسؤول الشباب التقدمي في الجامعة الأميركية في بيروت، سامر جردي، إنّ المنظّمة تموّل نفسها ذاتيّاً منذ عامين، ما يعطيها مزيداً من الاستقلالية عن الحزب. أما شباب المستقبل، فيقومون بوضع جداول تكلفة الحملات الانتخابية، وعلى أساسها تُرصد المبالغ من التيار. وأكد الناشط في التيار الوطني الحر بسام كرم أنّ الأحزاب ترصد مبالغ لتمويل الحملات الانتخابية في الجامعات. فسألت نسرين شاعر من النادي العلماني في الجامعة الأميركية في بيروت «ماذا عن كارت التشريج للهواتف الخلوية الذي يوزّع على الطلاب أثناء الانتخابات؟». سؤال نسرين بقي دون جواب.