يتلقى الصحافي اتصالاً من مسؤول منظمة طلابية يخبره فيه أنّ إحدى الكليات تحضّر لتحرّك، «ونحنا معوّدين عليك بكل نشاطاتنا». يستجيب الأول لفضوله الصحافي ويتحمس للخبرية بعدما يقنعه المسؤول بأنّها حصريّة له. يلبي النداء، ويقطع مسافة طويلة في سبيل تغطية الخبر الموعود ليتفرّد به في صحيفته. يشكر الطالب في اليوم التالي الصحافي على اهتمامه في إيصال صوته إلى القيّمين على المؤسسة التعليمية، ويدعوه مرّة جديدة إلى متابعة قضيته. لا يمانع الصحافي في الحضور مجدداً إلى أرض الحدث لمواكبة الطلاب المتضرّرين، ونقل هواجسهم بحذافيرها. ثم يحاول الصحافي هذه المرّة الاتصال بالمسؤول الطلابي لمعرفة صدى مقاله، لكنّه لا يلقى جواباً. ويكتشف في ساعة متأخرة أنّ المسؤول كان مشغولاً في ساعات النهار باجتماع يتعلق بالقضية، من دون أن يكلّف نفسه إبلاغ الصحافي به، ليكتفي بعد ذلك بالقول «إنّه لا يريد نشر ما جرى في الاجتماع». يتساءل الصحافي عن الازدواجية التي يستخدمها المسؤول في التعاطي مع الإعلام، فحين يصب الخبر في مصلحته، «بيكسّر التليفونات، وبقيم الدنيا وبقعدها». أما إذا كانت التفاصيل لا تخدم الفكرة التي يروّج لها، فيلتزم الصمت، و«بعتّم على الخبر». يبدو أنّ هناك حاجة لإفهام الطلاب أنّ صفحات الجرائد ليست منبراً لجهة دون أخرى، والاجتزاء لن يكون في مصلحتهم. فاتن...