يُربك تأخر وكالة الأونروا في إعلان أسماء المستفيدين من منح الاتحاد الأوروبي، الطلاب الفلسطينيين الذين تقدموا بطلبات للحصول عليها
فاتن الحاج
هي ليست المرّة الأولى التي يطلق فيها الطلاب الجامعيّون الفلسطينيّون صرختهم باتجاه المدير العام لوكالة الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان (الأونروا) سلفادور لمبادرو. ففي وقت شُغل فيه، أمس، أركان الوكالة بإزالة الأنقاض من مخيم نهر البارد، كانت منظمة الجامعييّن والمعاهد في اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني (أشد) تعتصم أمام مقر الوكالة الرئيسي في بئر حسن. أراد الاتحاد تجديد الدعوة إلى إيلاء الأهمية الخاصة لطلاب المخيم المنكوب عبر توفير المساعدات العاجلة لهم، بمنأى عن سياسة اللامبالاة وإدارة الظهر. المعتصمون كرّروا المطالبة باعتماد الشفافية في توزيع المنح الجامعية والإسراع في إعلان أسماء المستفيدين منها، مع أهمية إجراء الاتصالات مع الدول المانحة الأجنبية والعربية لتشمل المنح كل الجامعيين الفلسطينيين من دون استثناء. وبما أنّ طلاب كليتي العلوم والهندسة في جامعة بيروت العربية انتقلوا هذا العام إلى منطقة الدبيّة، ناشد الاتحاد تأمين بدل المواصلات للملتحقين الجدد بالفرع هناك. كذلك ذهب المعتصمون إلى حدّ مطالبة الوكالة بتبنّي مرحلة التعليم الجامعي للفلسطينيّين واعتمادها ضمن برنامجها التعليمي الذي تديره في لبنان، وما يترتب على ذلك من رصد ميزانية سنوية لهذه الغاية.
وردت كل هذه المطالب في مذكّرة جديدة رفعها المعتصمون، أمس، إلى المدير العام للأونروا بواسطة رئيسة برنامج التربية والتعليم للأونروا عفاف يونس، وتلتها في الاعتصام، عبر مكبّر الصوت، الطالبة في كلية التجارة في جامعة بيروت العربية هبة حِمّو.
افترش المعتصمون الأرض، حاملين لافتات تسأل: «أين الإغاثة، أين التشغيل، أين حقنا في التعليم؟»، وظهرت في إحداها عبارة باللغة الإنكليزية تفيد أنّ «وكالة الأونروا لا تساوي التعليم». وتوعّد الطلاب بأن لا يغفروا ويسامحوا كل من يتسبّب بضياع مستقبلهم. وبينما كان الجامعيون الفلسطينيون ينفذون اعتصامهم، كان رجال أمن «الأونروا» يسترقون النظر إليهم من «طاقات» البوابة الحديدية الخارجية للمقر، فيما تساءل أحد موظفي الوكالة عن جدوى مثل هذا التحرّك اليوم (أمس) في ظل وجود جميع المسؤولين المعنيين في الشمال، لمواكبة الحدث في مخيم نهر البارد.
لكنّ الطلاب كانوا يريدون توجيه رسالة واضحة وصريحة إلى المجتمع الدولي، والدول العربية والخليجية والاتحاد الأوروبي وكل المؤسسات الإنسانية، مفادها، كما قال الطالب فؤاد الحاج، وقف سياسة الإهمال والتجهيل واللامبالاة لأنّه من «حقنا أن نتعلم لا أن نتألم، نكون، ونعيش مثل باقي الطلاب». وقال: «لن نقبل بعد اليوم أن تستمر وكالة الأونروا في التذرع بنقص وعجز الموازنة، ونحن نرى الفساد في مؤسساتها (مكاتب، سيارات، وإقامات فاخرة ينعم بها المسؤولون في الوكالة)، فيما يترك مئات الطلاب الفلسطينيّين ضحية لحالة الحرمان والقهر التي يعيشونها في مخيمات لبنان».
من جهته، أوضح رئيس الاتحاد يوسف أحمد أنّ المنح التي أعلنتها الأونروا والمدعومة من الاتحاد الأوروبي لا تغطي أكثر من 5 في المئة من مجموع الطلاب الفلسطينيين الناجحين في الثانوية العامة، مؤكداً أنّ تأخير إعلان أسماء المستفيدين يسبب إرباكاً كبيراً للطلاب الذين تقدّموا بطلبات للحصول عليها، ولا يعرفون ما إذا كانوا سينالونها أم لا.
وبعدما أكد عضو قيادة الاتحاد ناصر عبد الرحيم أهمية إلغاء الشروط والقيود التي تحدّ من أعداد المستفيدين، شدّد على «أنّ تحركنا سوف يتواصل إلى حين الاستجابة لمطالبنا أو حقوقنا المكتسبة التي ينبغي للوكالة أن لا تتهرّب من مسؤوليّتها في هذا الإطار عاماً بعد عام».