بيار الخوريبعد قداس بشير وإحياء ذكرى اغتيال المرحوم داني شمعون، وغيرهما من ذكريات مؤلمة في هذا البلد المشتت وطنياً، نرى المواطنين مسجونين في أحلام قديمة، متوارين عن أنظار الواقع، لا يستطيعون المواجهة، ولا يستوعبون فكرة التغيير والتطور. معظم الأحزاب اللبنانية تعيش أسطورة البطل، حيث لا تنفك تقلده بحسناته وسيئاته. فالبطل بالنسبة لها أيقونة مقدسة لا تمس ولا تخدش، وكأن الخلاص يأتي بأشخاص فينتهي مع موتهم. القومية المتشددة والمتعصبة تزداد وتتفاعل بوجود الاساطير. أسطورة كمال جنبلاط لا تنتهي، بينما فكره الاشتراكي نحره أعضاء «الحزب التقدمي الاشتراكي». وحكاية بشير الجميل موجودة في عقول ما يسمى «المجتمع المسيحي»، إذ إن بعضهم لم يصدقوا فكرة موته فأخذوا ينسجون القصص حول أزلية وجوده.
أسطورة الأشخاص وحكايات بطولاتهم تدفع المواطنين إلى الركود الذهني، ويصبح التطور عندهم مستحيلاً في ظل العيش في الماضي بأسبابه وآماله، وهنا لا بد من التذكير بما قاله الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز: «إذا كنت مسجوناً في حلم غيرك فإنك انتهيت».