قاسم س. قاسمترافق بدء العام الدراسي في مجمع الحدث الجامعي مع الخير الذي أنزلته السماء في الأسابيع الماضية. يضطر الداخل إلى المجمع إلى السير مسافة طويلة من باب الجامعة الرئيسي حتى الحرم الداخلي. يكون السير مفيداً عندما يكون الطقس صاحياً، ولكن عند المطر ما العمل؟ لقد هطلت الأمطار بغزارة مبشرةً الطلاب بعام كله خير ومظاهرات مطلبية. يستقبلك الحرم الجامعي على وقع أغنيات ثورية لجوليا ومارسيل خليفة. فطلاب قطاع الشباب في الحزب الشيوعي اللبناني قرروا التحرّك للمطالبة بإنشاء ممر شتوي للطلاب كي يصلوا إلى قاعاتهم بأمان. تجمع عدد من الطلاب أمام طاولة خصصت لتوقيع عريضة تطالب الإدارة بإنشاء الممر. وقد وصل عدد الموقعين إلى 300. جاء النشاط رمزياً، كما يقول علي دغمان، مسؤول قطاع الشباب في الكلية، إذ لم يستمر أكثر من نصف ساعة، كي لا يؤثر في سير الدروس، «لأنّ الهمّ هو همّ الطلاب». ستطوف العريضة التي بدأ توقيعها في كلية العلوم ـ الفرع الأول على جميع الكليات لعلّها تلقى آذاناً مصغية من جانب المسؤولين. لم يكن التحرك وليد اللحظة، فالقضية بدأت منذ السنة الماضية، عندما لاحظ شباب «الشيوعي» حال الطلاب المضطرين إلى الوصول إلى الجامعة وهم يحمون أنفسهم بكتبهم، فمع وصولهم إلى الكلية يكون الطلاب قد «تحمّموا، هنّي والكتب»، حسب تعبير دغمان. صرخة أطلقها الشباب يومها لكنها لم تلقَ آذاناً مصغية، «فالتحرك الذي تقول الأحزاب الباقية إنها تدعمه لم ينل أي اهتمام فعلي على الأرض. وفجأةً نزل الوحي على مجالس طلاب الفروع في كليات المجمع، العام الماضي، عندما دعت إلى مهرجان لحظة الانتخابات فوعدت الطلاب بدراسة الأمر مع رئيس الجامعة اللبنانية». كما يقول. لكن «على الوعد يا كمون»، لم يستجب أحد لهذه المطالب، وبقيت الأوضاع على ما هي عليه حتى هذا العام. وجاء تحرك الشيوعي ليحدد خريطة طريق لتحركات مقبلة إذا لم تؤخذ مطالبهم بجدية. كان همّ الطلاب كبيراً فحملوا مطالبهم فوق رؤوسهم، وساروا في حرم الكلية من أجل إظهارها. تضمّنت المطالب رسائل مبطنة إلى المسؤولين. «الدني عم تشتي وما في ميّ»، أحد الشعارات المرفوعة الذي دفع إبراهيم حسون للقول في لبنان كل شيء ممكن، مؤكداً صحة الشعار.
ينسحب حكمت عوالي بهدوء من بين المتجمعين ليتابع صفّه، يُظهر المنجل والمطرقة على صدره انتماءه. تحدث حكمت عن معاناته كطالب عندما أمطرت السماء عليه، فهو مثل أصدقائه غير مضطر «نتحمّم ونعصر قمصاننا». جاءت مشاركة عوالي ليطالب بحقوقه كـ«طالب مضطهد». وبالعودة الى النشاط، فهو سيكون تحركاً أوّليّاً كما يقول دغمان «ولجسّ نبض الطلاب»، وسوف تتبعه تحركات أكبر حتى لو اضطر الطلاب إلى «التظاهر في الشارع أو أمام رئاسة الجامعة اللبنانية»، بينما ستبقى الاجتماعات بين قطاع الشباب في الحزب الشيوعي والأحزاب الباقية مفتوحة، في محاولة منهم لاستغلال الفرص من أجل تحسين وضع الطلاب في الجامعة.
يقود التحرّك إلى السؤال: «لماذا لا تتوحّد جهود القوى الطلابية لرفع هذا المطلب الذي يعني الجميع، وخصوصاً أنّ مجالس الفروع قامت بتحرك مماثل في السابق؟».
(الأخبار)