أرنست خوريعجقة الأخبار «الكبيرة» التي يضجّ بها عالمنا، تؤدّي بنا في غالب الأحيان، إلى المرور على مجموعة من الأحداث، مرور الكرام. ما هو الأهم؟ تصريح سليمان فرنجية الشعبوي عن شروط «المصالحة المسيحية»؟ أم مقتل شاب قبل نحو شهر، عندما حاول الهروب من على دراجته النارية من «جورة» لا تزال تتوسّط خطّ الحدث ــ صيدا، فصدمته سيارة؟ تصريح سليمان «بيك» (صدّقوا لا يزال شعبنا يستعمل عبارات نابية مثل «بيك» و«مير» و«الشيخ») يشدّ عشرات الآلاف الذين قد يتقاتلون في أي لحظة ولا يتدخل الجيش ليفصل بينهم «لكي لا ينقسم» على حدّ ما أخبرتنا قيادته خلال الحرب الأهلية في 7 أيار الماضي. بينما افترضوا أن ذوي الشاب الذي توفّي بسبب «الجورة» الأبدية قرّروا التصرف بما يمليه عليه شعورهم الغاضب والصائب. افترضوا أنّ هؤلاء قرّروا تحطيم وزارة الأشغال مثلاً، لأنهم يئسوا من النقاش الدائر بشأن المسؤولية عن إغلاق «الجورة»؟ هل هي وزارة الأشغال أم البلدية... أم مجلس الإنماء والإعمار أم مقاول تعاقدت معه الحكومة ولم يكمل عمله لأنه لم يتقاضَ كامل أتعابه؟ لا شكّ أن الناس سيتعاطون مع تصرف ذوي القتيل على أنهم «مخرّبون»، لكثرة ما صوّرت ثقافة البورجوازية لهم، أنّ القانون موضوع لإنصاف الناس لا طبقة منهم.