طرابلس ـ عبد الكافي الصمداستمر مسلسل قطع الطرقات والشوارع الرئيسية في مدينة طرابلس ليلاً بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على انقطاع التيار. ومع أن مشهد حرق الإطارات بات مألوفاً في الآونة الأخيرة في عاصمة الشمال خلال ساعات الليل الأولى، إلا أنه تطور أخيراً من ناحيتين: الأولى تمدده خارج المناطق الشعبية ليل أول من أمس، ليصل إلى ساحة التل، وإلى محيط ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور). أما الناحية الثانية فكانت في ما رافق التحركات الأخيرة من ظهور شبان مسلحين بأسلحة فردية عملوا على إخفائها لاحقاً.
في غضون ذلك، شهد شارع لطيفة في محلة الزاهرية ليل أول من أمس خلافاً فردياً بين شابين، أحدهما من أنصار تيار المستقبل، والآخر من مناصري الرئيس نجيب ميقاتي، ما أدى إلى استنفار الطرفين حتى تدخل الجيش لضبط الوضع.
لكن التطور الأمني الأبرز في مدلولاته، وغير المسبوق في طرابلس بمثل هذا الشكل حتى الآن، كان في تعرض مناصرين للمستقبل لآخرين مؤيدين لميقاتي، بعد محاولة مجهولين إزالة صورة لميقاتي كانت معلقة قرب مسجد الشالح في باب الرمل. ومع أن تدخل بعض الوسطاء أسهم في نزع فتيل المشكلة، إلا أن إقدام مسلحين ليل الجمعة ـــــ السبت على إطلاق النار على بناية يملكها معن كرامي، شقيق الرئيس عمر كرامي، في محلة المعرض، والمحاذية لمكتب ميقاتي، جعل الأمور تتفاعل أكثر، وخصوصاً بعد تسرب معلومات تفيد بأن مطلق النار الذي أوقفه الجيش اللبناني لاحقاً، كان يستهدف مكتب ميقاتي من دون أن يصيبه. غير أن أوساط ميقاتي أوضحت لـ«الأخبار» أنه «ليس عندنا أي معطى عن أن أحداً ما يريد توجيه رسالة أمنية إلينا، ونحن غير معنيين بالموضوع، وليس لنا علاقة بالصراع الدائر في المدينة».