محمد خليل رضاثلاثة عقود بالتمام والكمال، يعني ثلاثين عاماً، أو ثلاثمئة وستين شهراً وعشرة آلاف وثمانية وثمانين يوماً أو أقل إذا ما احتسبنا السنة بالكبيسة أو العادية، إضافة إلى ملايين الساعات والدقائق والثواني وأجزائها، ولم يُحسم لغز مصير سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه سماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي الأستاذ عباس بدر الدين. ولتاريخه نشهد سنوياً مهرجانات عن تغييبه، ومن وقت إلى آخر هذا المسؤول أو ذاك يتذكرهم... ونحن نقدّر عالياً هذه العاطفة. لكن إلى أين سنصل وماذا بعد؟ فقد استُعملت في هذه الفترة مفردات عديدة: الإمام المغيّب، الإمام الأسير، الإمام المخطوف، المنتظر، إخفاء سماحة الإمام القائد (ورفيقيه)... وهكذا لم يحسم أحد من كبار القوم القضية! لا بل لم نسمع، ويا للأسف، بلجنة تحقيق دولية فعلية لهذه القضية، فموضوع سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، بالله عليكم أفلا يستحق لجنة تحقيق دولية لمعرفة المصير والاطّلاع على ملفات القضية بالعمق والدهاليز والتضاريس؟.
واستطراداً فالدول ووكالات المخابرات الدولية والإقليمية وسواها وبعد مرور 25 عاماً تسمح بنشر أسرارها في وسائل الإعلام المختلفة وعلى حلقات، وعالمكشوف، وبالضمة والفتحة والكسرة و... وزي ما هيّي.
قد يكون الجواب قاسياً ومؤلماً وحرجاً ومروّعاً... لكن سماحة الإمام السيد موسى الصدر ينتمي إلى مدرسة عنوانها: القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، وهيهات منّا الذلّة، وهو سليل عائلة مجاهدة، قادتها ومفكّروها ومراجعها وفلاسفتها وأدمغتها استُشهدوا وسقطوا دفاعاً عن الحق والدين والمظلومين والمحرومين.
فالموت حق وكل نفس ذائقة الموت، ولا تدري نفس بأي أرضٍ تموت، وأينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيّدة (صدق الله العظيم). إلى ذلك فالقضاء اللبناني أصدر في 27 آب 2008 حكماً يطلب بموجبه الإعدام للعقيد معمر القذافي ولرفاقه... يعني العوض بسلامتكم؟ لكن إذا كان كبار القوم يعرفون النتيجة منذ ثلاثين عاماً ويخفونها عن الناس: فالله لا يسامحهم لا في الدنيا ولا في الآخرة، وكفى!