صور ـ آمال خليليفكر حسن بتأجيل زواجه، لا لخلاف مع الخطيبة لا سمح الله ولكن ريثما تخفض تسعيرة الاشتراك في المولدات الخاصة، ما يمكنه من توفير نفقات استنفدها «الاشتراك في المولد» الضروري للورش التي تناوبت على إنجاز بيته منذ سنتين في صور. يقول العريس، مع وقف التنفيذ بسبب انقطاع التيار، إن اشتراك الكهرباء «في صور من أركان الحياة الزوجية»، ويضيف «خصوصاً إن كانت الشقة في الطبقة العاشرة في مدينة مكتظة بأبنية عالية، تخنقها رطوبة البحر». فالصوريون بدأوا يناسبون مواقيت تحركاتهم على إيقاع التقنين أو تشغيل المولدات الضخمة القليلة التي يوافق أصحابها على تشغيل المصاعد والورش والمؤسسات.
وقد يكون العجز عن «الاشتراك» دافعاً كافياً للبعض لنقل إقامتهم، كما فعل علي حسون المقيم حالياً في منطقة الحوش «هرباً من الرطوبة والأماكن العالية من دون كهرباء للمصاعد» كما قال.
وللعلم، صور مدينة سياحية بحسب وزارة السياحة، منذ الأول من آب المنصرم. وتضم المدينة عشرات المطاعم والفنادق والمقاهي البحرية وتستقطب آلاف السياح. إلا أن مؤسسة كهرباء لبنان قرّرت منذ شهر واحد إعادة النظر بالتقنين القاسي في صور. قبل صدور القرار المتأخر الذي أراح الناس قليلاً، اندلعت خلافات وحروب شتائم بين المشتركين وأصحاب المولدات الكهربائية الأربعة الذين كانوا يتحكّمون باشتراكات المدينة. والسبب رفع هؤلاء التسعيرة إلى مئة دولار شهرياً لطاقة 5 أمبير. ما دفع ببعض الأهالي الغاضبين للتمنع عن الدفع تارة، وضرب أحدهم تارة أخرى والاحتجاج لدى البلدية على استغلال أصحاب المولدات. مع أن البلدية كانت قد حذرت مراراً هؤلاء من التلاعب تحت طائلة اتخاذ الإجراءات الملائمة بحقهم من دون نتيجة، حيث أصبحت المولدات، بكل ما تسبّبه من ضجيج سمعي وبيئي، عنصراً أساسياً في مشهد المدينة.. السياحية.
وقبل يومين توصّلت البلدية، بدعم من نواب المدينة، لإنجاز تسوية بين الطرفين، فيخفض أصحاب المولدات تسعيرتهم خلال شهر رمضان الى 80 ألف ليرة لكل 5 أمبير، علماً بأن سبب موافقتهم، حسب الخبثاء، يعود إلى تحسّن التغذية بالتيار منذ قرار إعطاء الأولوية للمناطق السياحية. تيار سيعود بنهاية فصل الصيف السياحي، بعد 14 أيلول الجاري، إلى التقنين. فيعود الصوريون إلى قبضة «عصابة أصحاب المولدات» كما يصفهم رئيس البلدية عبد المحسن الحسيني، الذي ينفي أي اتفاق يقال إن البلدية عقدته مع هؤلاء لقاء التغاضي عن وجودهم. فيما يؤكد صاحب أكبر شبكة اشتراكات في صور قاسم أحمد أنهم «مظلومون في ما يقال عنهم»، مؤكداً «لا نأخذ أكثر مما نستحق».