الاصطياف بسمنة والجرد بعتمة
بحمدون ــ عامر ملاعب
«منوره» قرى الاصطياف الممتدة من مناطق المتن الأعلى (رأس المتن وقرنايل وحمانا) إلى بحمدون وعاليه. فهذه القرى والمدن المصنفة سياحية تنعم بما لا يقل عن عشرين ساعة تغذية، خلال موسم الاصطياف الذي يمتدّ حتى 15 أيلول من كل عام. «الموسم رائع هذا العام، وأفضّل أن أبقى طوال الليل في المحل الذي أملكه على أن أعود إلى قريتي في منطقة الجرد لكون الكهرباء هنا مؤمّنة» حسب قول علاء، وهو صاحب محل لبيع الألبسة في بحمدون. ويضيف «حتى لو تأذّت قرانا قليلاً من تقنين الكهرباء ولكن قرى الاصطياف تعوّض لنا ما خسرناه، وتؤمّن فرص عمل لعدد كبير من الشباب».
ويقول أحمد السويجي، كويتي الجنسية، ويمتلك شقة في قرنايل: «أنا غير معتاد انقطاع الكهرباء، مما اضطرني إلى إيصال خط كهرباء من المولد الخاص للجيران، ولكن الأهم من كل ذلك هو أزمة المياه التي نعانيها، النقص الحاد في مياه الاستعمال اليومي».
ويوضح رئيس بلدية بحمدون المحطة لـ «الأخبار» أن «الموسم هذا العام كان أكثر من جيد، وقد تجاوبت معنا مؤسسة كهرباء لبنان وغذت المناطق السياحية بما لا يقل عن 20 ساعة يومياً، مما أسهم في إنجاح الموسم السياحي، ولكن بقيت لدينا عقبة تأمين المياه التي شهدت هذا العام شحاً قل نظيره وارتفعت أسعار المياه عبر الشاحنات، وقد وصل سعر شاحنة المياه الكبيرة سعة 20 ألف ليتر إلى ما يفوق المئتين والخمسين دولار أميركياً وهذا ما سبب لنا أزمة كبيرة في الأبنية السكنية والمنشآت السياحية الأخرى».
هذا التوزيع المناطقي ترك آثاراً سلبية جداً في القرى المجاورة، وخاصةً في مناطق غرب عاليه الساحلي. وتعاني هذه المناطق انقطاعاً متواصلاً في التيار الكهربائي يصل إلى 16 ساعة، مما استدعى تحركات شعبية من جانب هيئات وبلديات. وتجري حالياً سلسلة من اللقاءات من أجل تنظيم تحركات تطالب بمعالجة واقع القرى غير المصنفة سياحية، المتاخمة لقرى الاصطياف وبعضها لا يبتعد بضعة أمتار عن الأخرى. ولا يجد شباب المنطقة تبريراً منطقياً لهذا التقنين سوى «الشعور بالغبن والفرق بين مناطق الأغنياء للسياحة والسهر والترف».
«رحمة من الله أننا نقطن في مناطق جبلية ليست بحاجة إلى مكيفات ووسائل تبريد، ولكننا نحتاج إلى الكهرباء في كل تفاصيل حياتنا اليومية ولم يقصّر الناس في هذه المنطقة بدفع الفواتير»، حسب ما يقول ع.م الذي رفض إعلان اسمه لأنه من الذين يتحركون من أجل تنفيذ اعتصام في بلدة بيصور للمطالبة بتحقيق العدالة مع بقية المناطق.