أطلقت حملة «قادرون» نشاطاتها حول الصحة النفسية في مخيم برج البراجنة على أثر دراسة قامت بها الجامعة الأميركية في بيروت، وأظهرت نسبة تسرّب كبيرة في صفوف تلامذة المخيم
قاسم س. قاسم
أنهت حملة «قادرون» مشروعها حول تنمية الصحة النفسية لشباب مخيّم برج البراجنة. وكانت مجموعة من الشباب المتطوعين قد أطلقت الحملة بإشراف الجامعة الأميركية في بيروت، والجمعيات المحلية في المنطقة، وبرعاية جمعية welcome trust. انطلقت الحملة بعد دراسة نفذتها كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية عام 2003 عن العوامل المؤثرة في صحة الإنسان، فجرى على أثرها اختيار ثلاث مناطق هي حيّ السلم، النبعة، ومخيم برج البراجنة.
في مدرسة البيرة حيث نفذت الحملة، تتحدث ريما عفيفي عن حماسة الجمعيات المحلية داخل المخيم وخارجه للمساعدة في المشروع. فقد جرى إعداد الأطفال ليكونوا قادرين على مواجهة المشاكل التي تعترضهم بطرق سلمية، ومساعدتهم على الاندماج بالمجتمع من حولهم، ولا سيما بعدما ظهرت نسبة التسرّب الكبيرة لدى التلاميذ وفقدان المراهق الفلسطيني للشعور بالأمل في المستقبل، إذا قورن بوضع الشاب اللبناني.
بعد إنهاء التحضيرات اللوجستية واختيار المتطوعين من الجمعيات المحلية وفقاً لمؤهلاتهم العلمية وخبراتهم العملية على الأرض، وجهت الدعوات إلى أطفال من عمر 9 إلى 13 سنة. قارب عدد المشاركين 150 طفلاً «هم نواة المشروع»، كما تقول عفيفي.
وقد تخلّلت الحملة نشاطات تساعد الأطفال على تحسين حس التواصل، وطريقة مواجهة المشاكل بالحوار والتخلي عن العنف وأهمها التعلق بالمدرسة. أما النشاطات التي خضع لها الأطفال فتطلبت سنوات من البحث العلمي والأكاديمي، كما تقول تغريد الحاج، إحدى المشرفات على النشاط. وإلى جانب الأطفال، سيخضع الأهل لساعات عدّة من النشاطات لمساعدتهم على التواصل بشكل أفضل مع أولادهم، كذلك الأمر مع أساتذة المدارس في المنطقة لتحسين طريقة تعاطيهم مع تلامذتهم.
ومن ضمن النشاطات، كان على الأطفال تصوير إيجابيات وسلبيات المخيّم. فجاءت الأجوبة متشابهة لكون السلبيات ركّزت على الوضع الصحي في المخيّم من المياه و النفايات والأسلاك الكهربائية المنتشرة. كذلك أبدوا ارتياحهم للعمل مع المتطوّعين فيقول أشرف أحمد (12 سنة) إنه يحبّ «أساتذته» في الحملة، «بحبهم عشان بسلّونا»، أما أحمد سنونو فزاد تعلّقه بالمتطوعين عندما أتوا لزيارته في المستشفى، يوم كان مريضاً.
من جهة ثانية، اختلفت انتماءات المتطوعين ولكن حب العمل التطوعي جمعهم لمساعدة الطفل الفلسطيني في المخيّم. تقول المتطوعة صابرين الديماسي، «حتى نحن، تعلمنا أن نتعاطى بعضنا مع بعض بطريقة أفضل كي نكون قدوة للأطفال». سوف تبقى النشاطات مستمرة ولكن بتقطع لمراقبة حالة الأطفال، ويأمل المعنيون أن يؤثروا في ما يقارب عشرين في المئة من الأطفال المشاركين.
يذكر أنه مع نهاية الحملة هناك إمكان الحصول على نتيجة الدراسة التي ستصدر عن حملة «قادرون» ولكن بعد إرسالها الى مقر welcome trust في لندن.


عمل المتطوّعون على تغيير ألوان جدران الصفوف التي تستخدمها الحملة داخل مدرسة البيرة. فاستبدلوا اللون الرمادي التقليدي باللونين الأزرق والأصفر بهدف تحسين نفسية الأطفال وتعويدهم على ألوان أكثر فرحاً. كما أنّ عدداً من الألعاب التي صنعها الأطفال بأنفسهم ألصقت على الجدران لإضفاء أجواء من الحميمية في القاعات.