خضر سلامةنجح فريق طبي فرنسي يوم الجمعة الفائت، في تدمير أورام ميتاستاتيكية (أورام بالغة الصغر «النقائل») في الدماغ، عبر تقنية اللايزر. الأطباء الفرنسيون استخدموا الأشعة المغناطيسية الذرية (IRM) للتحكم بسير العملية، ودون الحاجة لفتح الجمجمة حسب مجلة «نيروسيرجيري» الأميركية المختصة بجديد علم الخلايا العصبية. الفريق الذي تألّف من مجموعة جراحي أعصاب، واختصاصيّي أشعة وتخدير، بدأ العملية بتحديد الأورام المراد تدميرها بدقة شديدة بواسطة صور الأشعة، وبعد التخدير الموضعي، أحدث الجراحون ثقباً بقطر ثلاثة ميليمترات في الجمجمة أدخلوا فيه ذراعاً ضوئياً مزوداً بلايزر قادوه إلى مكان الأورام ليسخن عندها النسيج المتورم، خلال هذا العلاج، يظل المريض مستيقظاً دون الشعور بأي شيء، ممدداً في آلة الـIRM.
درجة حرارة الورم يتابعها الكمبيوتر عبر صور الأشعة المنقولة مباشرة، ويقدم نتيجة عالية الدقة، هكذا يستطيع الطبيب المشرف أن يوقف العملية عندما يُقضى على التورم في الدماغ، ليغادر المريض المستشفى مباشرةً. 15 شخصاً خضعوا لهذا النوع من العمليات بين كانون الأول 2006 وشباط 2008، وقد أظهروا تجاوباً مهماً مع الخطوات الأولى للعلاج، ما مهّد لقبول لجنة مستقلة بالترخيص للطاقم الفرنسي بإكمال عمليته الأولى من نوعها في عالم جراحة الأعصاب.
النقائل هي تكتل لخلايا سرطانية تنقل عبر المجرى الدموي من موقع ورم أساسي لتستقر في الدماغ، وهي تشخّص عبر الـIRM. رئيس الطاقم الفرنسي، الدكتور ألكسندر كاربانتيه، شرح أن هذه «النقائل» تظهر بعد الإصابة بأنواع عدة من السرطانيات، كالرئة (45% من الحالات) والثدي والجلد (10%)، وتصبح مقاومة شرسة لكل أنواع العلاجات، وقال كاربانتيه «هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها اللايزر بدون فتح الجمجمة وباستعمال الصور الآنية المنقولة مباشرة عبر الأشعة، هذه النقلة التكنولوجية الطبية كانت حصيلة تعاون مثمر بين مركز اندرسون لمكافحة السرطان في هيوستن، ومؤسسة بيوتكس، وانطلاقة بحثية في جامعة تكساس».
ويعد كاربانتيه بمشروع يحضّره لوضع تقنية لتدمير الأورام الدماغية عبر الترددات الفوق صوتية، شاكياً من ضعف التمويل.