صيدا ــ خالد الغربي«عم نعمل خير. شو رأيك نوصلّهم الكرتونة معطرة وبسيارة كاديلاك؟» يرد مسؤول في جمعية ساخراً من استيضاح زميل إعلامي.
«لعمل الخير أصول، وخصوصاً في شهر رمضان. سابقاً كانت منازل الفقراء تقرع أبوابها ومتى هموا بفتحها رأووا حصة غذائية أو صحناً رمضانياً أو كيساً يحوي موادَّ غذائية ولا مين شاف ولا مين دري»، بحسب ما يتذكر الحاج أبو محمد الحتحوت.
«صوموا تصحوا» يستبدلها عاطف المنتظر مع المنتظرين بـ«صوموا تُذلوا». ويضيف: «حضرت غصباً عني، عندي سبعة أولاد ومعاشي محدود والمدارس ع الأبواب». متسائلاً عن دور المراجع الدينية في التنسيق مع من يريد التبرع وتقديم الحسنات.
سعاة الخير لا يريدون إلا الخير للناس، فلا بأس إن اعتمدوا تدابير تنظيمية مغايرة تحمي الناس من «الشرشحة والبهدلة والطعن في كرامتهم» تقول إحدى المنتظرات. بينما يقول مسؤول اجتماعي سابق «ما هكذا تورد الإبل ولا هكذا تقدم المساعدات التي يبدو أنها فقدت وظيفتها الإنسانية»، مشيراً إلى أن المنظمين باستطاعتهم اعتماد التوزيع بالتدرج، وهناك مخاتير يمكنهم المساعدة.
الحشود تزداد، والصف يطول، والرطوبة تحيل الجو والانتظار أثقل فأثقل. تنتهي كميات الكراتين المعدّة للناس اليوم. يطيّب المسؤول المباشر عن التوزيع خواطر المنتظرين الباقين من دون جدوى «اليوم وقّفنا التوزيع. بيعينكم الله. تعالوا بكرا.