خضر سلامةبعد شهرين من تعرّضها لهجمات إعلامية وقضائية إسرائيلية، قررت إدارة محرك البحث «غوغل» تشديد الشروط التي تقيّد حرية نشر المعلومات والأسماء في مشروعها الضخم Google Earth، فقد كان في استطاعة أي مستخدم أن يعيّن نقطة على مكان جغرافي، ليضع فيه المعلومات التي يملكها عن المكان، وتصير جزءاً من الخريطة الأساسية، ويظهر عند من يعيد تنزيلها بعد التعديل.
الشروط الجديدة التي تقضي بتقديم الأدلة والمراجع وخضوع التعديلات لرقابة المسؤولين عن المشروع، أتت بعد الزوبعة التي أثارها ثمين دربي (30 عاماً)، وهو طبيب فلسطيني متصفح للإنترنت، وضع إشارات برتقالية على بعض الجسد الجغرافي الفلسطيني المحتل، واضعاً ملاحظات تحت أسماء المستوطنات الصهيونية تشير إلى أسماء القرى العربية التي بنت إسرائيل دولتها فوقها، عندها شنّت الصحف والجامعات الإسرائيلية حملة ضد Google Earth متهمة إياها بالتحول إلى مجال حيوي لإعلام المعادين لإسرائيل حسب صحيفة هآرتس، ورغم أن جيسيكا باول، الناطقة باسم «غوغل»، كانت قد صرّحت بأن لا نية لدى الشركة بفرض قيود على محتوى التطبيق، إلا أن القرار صدر مطلع الشهر الجاري بتغيير الشروط، وطلب إضافة صور وخرائط وشروحات ومصادر متعددة الاتجاهات لقبول التعديل على القالب الأصلي للخريطة بعد أن يمر في هذه الرقابة، ما مثّل تراجعاً عن موقف الشركة السابق.
وتجنباً لإثارة الجدل مجدداً، وضعت «غوغل» خيارات تسمح للمتصفح بانتقاء شكل التطبيق (الحديث أو القديم) الذي يريده، ما سيسمح بإبقاء التعديلات السابقة ليبقى الخيار للمستخدم بإظهار هذه الإضافات أو حذفها عن شاشة نسخته من البرنامج.
ونشير إلى أن Google Earth تواجه دعوى قضائية رفعها ضدها مستوطنو «كريات يام» بتهمة «الافتراء»، بعدما أضاف دربي على الخريطة معلومات عن قرية فلسطينية بنيت المستوطنة على أنقاضها هي قرية «الغوارنة»، وبالطبع ينكر المستوطنون الإسرائيليون وجودها.