هدى بياسيأكثر شبابنا اليوم عاطلون عن الأمل، لأن الفرص المتاحة لهم لكي يعيشوا في مجتمع متكامل الأطراف غير متوافرة! هم يتخرجون من الجامعات التي تُعنى بإحباطهم على درجة فائقة من المهارة. فتراهم يهيمون في الأرض بحثاً عن عمل يؤويهم. فربما يصبحون أكثر وجوداً.
العمل هو الحياة! وبدونه لا قيمة للإنسان، فنحن نثبت أنفسنا من خلال قدرتنا على الإنتاج والعطاء. وعندما نرى أننا نهدر أعمارنا دون أن نساهم في دورة الحياة، ودون أن نترك بصمة تميّزنا عن سوانا، أو نبني فكرة نتشارك بها مع غيرنا، لا بد سنشعر بالعجز كما لو كان شبابنا قد سُلب منا دون أن تكون لنا القدرة على رده.
وربما مردّ هذه الكارثة أننا لا نضع الاختصاص المناسب في المكان المناسب. فأرباب العمل همّهم أن يجدوا شباباً يقبلون بالحد الأدنى للأجور دون الالتفات إلى أهمية أن يكون الإنسان مختصاً بمجاله، وإلا فلماذا نضيّع عمرنا في دراسة شيء لا يمتّ إلى عملنا بصلة.
إن هذه الفوضى ليست إلا باباً من أبواب المتاهة الاقتصادية التي نغرق في دوامتها اليوم.
نحن بحاجة إلى رؤية مستقبلية، ورجال أكفّاء يملكون حسّ المواجهة والمسؤولية، لا بل نحن بحاجة إلى دولة يثق أهلها بقدرتها على حمايتهم وتأمين عيشهم وستر عجزهم، أو على الأقل إيجاد فرص عمل تتناسب مع كفاءاتهم لكي لا يصبح الشعب عاطلاً عن الأمل.