خالد صاغيةمساء يوم الخميس، دعا زعيم الأكثريّة النيابيّة جيران قصره في قريطم إلى حفل إفطار. وأخبرهم أنّه معاذ الله أن يكون زعيماً سنّياً، فهو ينتمي إلى مدرسة الوالد الذي رفض إلا أن يكون زعيماً وطنيّاً لكلّ اللبنانيّين. جاء هذا الكلام الطيّب للشاب الطيّب بعد سيل من الكلام المذهبي والتعبئة المذهبية التي مارسها تيّار المستقبل وعدد لا بأس به من نوّابه، راكبِي البوسطات الماهرين، ومنهم متذوّق الشاي الأوّل في الجمهوريّة. غير أنّ قاعدة «خذوا أسرارهم من صغارهم» تحتّم علينا أحياناً الاستماع إلى نائب لا يحتلّ موقعاً قياديّاً في حركة 14 آذار المجيدة، كي نعرف المنطق الوطني الذي تتبنّاه هذه الحركة الاستقلاليّة. نقدّم لكم أيّها الإخوة النائب محمد عبد اللطيف كبارة، المعروف طرابلسيّاً بأبو العبد، والذي أصرّ أمس على أن يشرح لنا ما يجري في مدينة طرابلس، فقال: «طرابلس مستهدفة. هذا الأمر كنّا نعرفه، ولكن الآن هناك من يعلنه. ولكن لماذا طرابلس مستهدفة؟ ماذا فعلت طرابلس كي تكون مستهدفة؟ وما هو عنوان الاستهداف؟ طرابلس مستهدفة، وببساطة أيها الإخوة، لأنها عاصمة السنّة في لبنان».
برافو أبو العبد. وهل من وسيلة أنجع من التحريض المذهبي لكسب الانتخابات النيابية؟ فـ«الهجمة على طرابلس هي هجمة على الطائفة اللبنانيّة السنّية لإطاحة دورها، وإخضاعها للقوى الإقليمية التي تسعى إلى إخضاع كل العرب».
Go أبو العبد Go. لذلك، يحذّر كبّارة «كل المتآمرين»، قائلاً: «طرابلس ليست بيروت الغربية الجريحة. طرابلس ليست محاطة بمربعات أمنية تعاديها. طرابلس محاطة بأهلها، ببيئتها التي تتفاعل معها».
حسناً فعل الطرابلسيّون حين رفعوا صورة محمد عبد اللطيف كبارة خلال الانتخابات الماضية، وكتبوا تحتها: «نثق بهذا الرجل». فمن هو أكثر أهلاً بالثقة من الذي يسجّل المدن اللبنانية بأسماء طوائف محدّدة. ومن هو أكثر أهلاً بالثقة من الذي يشكر اللّه على نعمة عدم الاختلاط بالطوائف الأخرى. ومن هو أكثر أهلاً بالثقة من الذي يكشف خطوط المؤامرة والمتآمرين. بقي أن نعرف رأي زملاء أبو العبد في «التكتّل الطرابلسي»، وخصوصاً أنّ بينهم نصرانيّاً... أعوذ باللّه.