ليال حدادتقف ريتا مراد يومياً أمام مرآتها. تنظر بإعجاب إلى أنفها الجديد، وشفتيها الكبيرتين والجديدتين. ريتا كغيرها من اللبنانيات خضعت لعمليات تجميل في وجهها، لكن قصة هذه الفتاة تختلف عن غيرها، ولا سيّما أنها لم تتعدَّ 18 عاماً.
«كنت بشعة كتير وناصحة»، تعرّف الفتاة عن نفسها «السابقة». منذ عمر العاشرة، لم تكن ريتا تسمع عبارات سوى «لازم تضعفي» أو «مثل مين طالعة بشعة؟ إمّك حلوة وبيّك حلو». كبرت الفتاة وكبرت عقدها معها. فهي لم تعد تتقبّل شكلها الخارجي، ولم تعد تستطيع سماع التعليقات المنتقدة لوجهها وجسدها.
عندما بلغت الخامسة عشرة، اتخذت قرار العمل في أي شيء لجمع المال وإجراء عمليات تجميل لوجهها. عملت في المطاعم، والمكتبات ودور السينما «ما تركت شغل يعتب عليي». ثلاث سنوات رسبت خلالها الفتاة في مدرستها «ولكن المهمّ كان العمل والمال». هكذا حصل، إذ جمعت الفتاة مبلغاً «محترماً»، كما تقول، وأبلغت أهلها أنها ستجري عملية لأنفها وأخرى لفمها. وافق الأهل وأجريت العمليتان.
«لقد تغيّرت حياتي، فأنا لا أصدّق أن هذا الوجه هو وجهي، فقد أصبحت فتاة جميلة». وللجمال مفهوم مختلف لدى ريتا، فمعيار الجمال هو ما يقوله أهلها وأصدقاؤها، «كلن قالولي إني حلوة».
لم تقف ريتا عند حدود وجهها، إذ بدأت حمية غذائية قاسية وغير صحية باعترافها الشخصي، فهي لا تأكل سوى وجبة واحدة في النهار، وقد خسرت منذ ثمانية أشهر حتى اليوم 11 كيلوغراماً، «لا أزال أحتاج إلى أربع كيلوغرامات ويصبح جسدي مثالياً». وباقي تفاصيل الحياة؟ يصدم السؤال ريتا، فتركيزها في السنوات الأخيرة اقتصر على شكلها، ولا تصوّرات واضحة لباقي جوانب حياتها، «لازم خلّص مدرسة، وبعدين بفوت على الجامعة، وبرجع بتجوّز». هذا هو مختصر الحياة السعيدة بالنسبة إليها: شكل جميل، شهادة وعريس.
تقضي ريتا أيامها بالحديث عن الثياب والتبرّج والشعر، وهي تحوّلت بسرعة قياسية من فتاة ذات شعر أسود إلى فتاة شقراء «الأشقر بيلبق لوجي أكتر، هيك قالولي».