إلى كل الذين يعانون حياة مأساوية، أو مشاكل كبيرة، لكم أسّسنا هذه المجموعة»، بهذه الطريقة يعرّف مشرف مجموعة «كن على طبيعتك ولا تتحمّل مشاكل الآخرين ولا تترك أحداً يغلبك» الأعضاء بالهدف «الذي أعيش من أجله».المشرف يوضح أنه عانى كثيراً في حياته واستطاع الخروج من كل مشاكله بسبب عزمه على مواصلة الحياة، وأراد أن يتشارك مع باقي الأعضاء تجربته.
المجموعة تتضمّن أكثر من ألفين وخمسمئة عضو، يروي كل منهم تجربته في الحياة «لاستخلاص العبر من أجل المستقبل». أعضاء تعرضوا لعمليات اغتصاب أو عنف أثناء الطفولة، وأعضاء آخرون عاشوا أيتاماً أو على الطرقات كما يقولون واستطاعوا تخطي كل مآسيهم، رووا خبراتهم في الحياة «رغم صغر سنّي فأنا عانيت كثيراً لذا أقول لكل الفتيات في العالم: عشن كما تردن بعيداً عن القيود التي يضعها المجتمع وبعيداً عما يفرضه عليكم الأهل»، تقول إحدى العضوات اللبنانيات مشجّعة الجميع «على اختبار لذة الحياة بغير قيود». أما أحد الأعضاء المصريين، فتحدّث عن المضايقات التي كان يتعرّض لها لأنه مثليّ جنسياً، إلا أنه يوم قرر مواجهة مشاكله، حزم أمتعته وتوجّه إلى بريطانيا «ومن يومها تغيّرت حياتي وأصبحت أعرف معنى العيش كما يحلو لي». إلا أن التجربة التي أثارت تعاطف كل الأعضاء هي ما روته إحدى الفلسطينيات عن رؤيتها للإسرائيليين يقتلون والدها ووالدتها أمام عينيها، «عشت سنوات في الرعب والخوف، ولكن اليوم أنا ناشطة في المجتمع المدني في العالم، ولا سيما في فرنسا، لأعرّف العالم على ما يجري في أرضي».
وقد أثّرت المجموعة في بعض الأعضاء الذين لا يزالون يعانون مشاكل في بيوتهم ومجتمعاتهم، «اليوم سأبدأ حياة جديدة، سأتحدّى أهلي ومجتمعي»، تقول إحدى الفرنسيات التي تعاني خجلاً شديداً بسبب تشوّه خلقي في وجهها منذ كانت في السابعة من عمرها بسبب حادث سيارة، كما تقول.