عبد الفتاح خطابلأن أمور الناس قد تيسرت وانفرجت، والتقديمات الاجتماعية فاضت عن الاحتياجات الفعلية، والإصلاحات الإدارية والتعيينات للمراكز الشاغرة قائمة على قدم وساق وفقاً لمعايير الكفاءة والخبرة، وإحياء المؤسسات والمجالس المجمدة حصل بوتيرة متسارعة من دون أية تعقيدات لأن الولاء للوطن تقدم على ما عداه، والإصلاحات الاقتصادية والنمو والتنمية الشاملة فاقت التوقعات وطالت بخيراتها جميع بؤر الحرمان، والبنى التحتية أنجزت وصارت الطرق والكهرباء والماء بمتناول كل شخص في أبعد قرية أو دسكرة، والأمن استتب على جميع الأراضي اللبنانية وأخمدت نار الفتنة إلى الأبد، وأُعدّ قانون الانتخابات الجديدة بالإجماع وبما يؤمن النزاهة والعدالة وحُسن التمثيل، وانطلق الحوار الوطني متناولاً جميع المواضيع والطروحات في جو من التفاهم والتوافق والألفة، لكل هذه الأسباب، تعكف الحكومة العتيدة الآن على الاهتمام بشؤون تأمين المكاتب والخدمات لنائب رئيس الحكومة ووزراء الدولة!
ولأن القصر الحكومي «السرايا الكبيرة» لا يتسع للجميع، فإن البحث جار عن «سرايا صغيرة» تضم المقرات والمكاتب المطلوبة. طبعاً هذا لن يضيف أي نفقات أو أعباء إلى خزينة الدولة، «لأن البركة» والاتكال على مساعدات الدول «المانحة» (أي الشحاذة والاستعطاء لمن لم يفهم التعبير السابق)! وعلى هذا المنوال والنمط نبشركم بأنه سيأتي اليوم الذي نحضّر فيه لعقد مؤتمر باريس ــــ77!