فيصل طعمةأكثر من 3.5 أمتار مكعبة في الثانية من المياه، أي ما يعادل 12600 متر في الساعة، 302400 متر مكعّب في اليوم الواحد، أي 108 ملايين و864 ألف متر مكعّب في السنة الواحدة، تصل إلى أنهار البقاع خاصة الليطاني والبردوني والغزيل والفارغ. فتفيض في فصل الشتاء مسبّبة كوارث في الممتلكات والمزروعات، في مناطق بر الياس والروضة وحوش الحريمة. هذه الأنهار التي تتسبّب بكوارث في فصل الشاء، تكاد تندر صيفاً، وتتحول مجاريها إلى حقول يمكن زراعتها.
ولأنّ الأنهار تجفّ صيفاً، فإنّ آلاف الدونمات المزروعة مهددة بالعطش، لكون الأنهار هي المصدر الوحيد للري، وخصوصاً مع انعدام انتشار الآبار الارتوازية. وترافق هذا الجفاف، عمليّة تقنين في ريّ المزروعات، تقوم بها بلديات هذه المناطق، بالتعاون مع القوى الأمنية.
وبعيداً عن التقنين، انخفض منسوب المسطّحات المائية الجوفية إلى ما بين 32 و 38 متراً مكعّباً، بحسب ما تشير مصادر مصلحة مياه البقاع. وهذا ما سيزيد الأمر تعقيداً إذا لم تتوافر سياسات وبرامج لتنظيم الري في سهل البقاع، وخصوصاً أنّ توقّعات السنوات العشر المقبلة تفيد أنّ منسوب المسطّحات قد ينخفض إلى ما بين 60 و80 متراً مكعّباً، الأمر الذي قد يتسبّب بجفاف عدد من الآبار الارتوازية.
يتبنّى المزارع ابراهيم السيد هذه التوقّعات، فهو يرى «أنّ الأمر يزداد سوءاً سنة تلو الأخرى والمياه التي تصل عبر النهر تقل شيئاً فشيئاً». أمّا التقنين، فله حصّته في كلام السيّد، إذ يعتب على الكثير من المزاعيين «الذين لا يلتزمون بالتقنين، وكما ترى المحرّك الذي أستخدمه، لا يستطيع ضخ أكثر من 5 إنشات من المياه، مما يسبب صعوبة في عملية الري». ويردف قائلاً: «والمزروعات لا تعطي نصف إنتاجها، وقد تتيبّس قبل حينها، فبالكاد تصل حتى أيلول».
وإن كان رئيس اتحاد بلديات سهل البقاع ورئيس بلدية حوش الحريمة أحمد أحمد يحمل المخاوف نفسها إزاء تلف المزروعات من جفاف المياه أو من فيضانها، إلّا أنّ أكثر ما يشكو منه هو «تقاعس المسؤولين عن الاهتمام بتنظيف مجرى النهر». ويلفت إلى «أنّ المشكلة من بدايتها تكمن في النهر الفارغ، وهو نهر يتغذى من مياه الأمطار، وليس له مصدر آخر، وبالتالي يحتاج هذا النهر إلى تنظيف مجراه، إذ إنّه لا يستطيع استيعاب كل مياه الأمطار لذلك يفيض في فصل الشتاء ويتسبب بتلف حقول القمح والشعير». أمّا عن الخطوات الواجب اتّخاذها، فقد أكّد أحمد «أنّ المجلس سيوجّه كتاباً إلى القائمقام بضرورة تنظيف مجرى النهر، وإلا فسيكون هناك طوفان كبير خلال الشتاء المقبل». ولا تقف شكوى الأحمد عند نهر الفارغ، إذ إنّ الأنهار الأخرى كالليطاني والغزيّل والبردوني، تعاني «فوضى التقنين، فعلى الرغم من تحديد نظام للتقنين انقسم بين 3 أيام لمنطقة بر الياس و3 أيام لمنطقة المرج والروضة وحوش الحريمة، على أن يبقى يوم الأحد لتجميع المياه، إلا أن أحداً من المزارعين لم يلتزم، والقوى الأمنية لم تعد تقوم بدورها في تطبيق بنود الاتّفاق».