Strong>لم تنتهِ تحقيقات القضاء اللبناني مع ثلاثة من أبرز الموقوفين السعوديين المتّهمين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة و«فتح الإسلام»، إلا أنهم نُقِلوا إلى بلادهم للتحقيق معهم قبل إعادتهم إلى لبنان. فمن هم هؤلاء الموقوفين؟حطت طائرة سعودية قبل 10 أيام في مطار رفيق الحريري الدولي، حاملة عدداً من رجال الأمن السعوديين. بعد ذلك مباشرة، وصلت إلى المطار قوة من الفهود وأخرى من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي. رجال الأمن اللبنانيين كانوا ينقلون 3 من أبرز الموقوفين السعوديين المتهمين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة في لبنان: عبد الله البيشي ومصطفى السويّد وفهد المغامس. سُلم الثلاثة إلى رجال الأمن السعوديين، فحملتهم الطائرة وغادرت بهم إلى بلادهم.
قرار تسليم الموقوفين الثلاثة الملاحَقين أمام القضاء اللبناني اتخذه النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سعيد ميرزا، بعد ورود طلب من السلطات القضائية السعودية بتسليم هؤلاء الموقوفين مؤقتاً للتحقيق معهم بتهم الانتماء إلى تنظيمات إرهابية. وقد ورد طلب التسليم استناداً إلى المادة السابعة من الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، التي تجيز تسليم الموقوفين والمتهمين والمحكومين «مؤقتاً، للتحقيق معهم أو محاكمتهم، بشرط إعادتهم للدولة التي سلّمتهم قبل تنفيذ العقوبة عليهم في الدولة طالبة التسليم».
وقد أثارت القضية جدلاً في الأوساط القانونية والقضائية بسبب أهمية الموقوفين الثلاثة بالنسبة إلى عدد كبير من التحقيقات القضائية، التي لم ينتهِ معظمها بعد. فالبيشي موقوف منذ 13 شباط 2007، وهو أحد الأفراد الذين ادعى عليهم النائب العام العدلي القاضي سعيد ميرزا يوم 20 آب 2007 ضمن الدفعة الأولى من موقوفي «فتح الإسلام». وأورد ميرزا في طلبه الذي أحاله على المحقق العدلي القاضي غسان عويدات أن البيشي «مرشد ديني في تنظيم القاعدة».
بدوره، كان فرع المعلومات قد أوقف مصطفى السويّد نهاية عام 2007 في منطقة عرمون، للاشتباه في انتمائه إلى تنظيم القاعدة. ونسبت إليه التحقيقات أنه أحد أبرز منسقي القاعدة في بلاد الشام، وأنه نقل رسائل من قيادة التنظيم العالمي إلى أمير القاعدة في بلاد الشام وخلايا التنظيم في سوريا لمغادرة الأراضي السورية نهاية عام 2005، بعدما بدأت السلطات السورية تلاحق المجموعات الجهادية التي اتخذت من سوريا قاعدة خلفية لها.
أما الموقوف الثالث، فهد المغامس، فقُبِض عليه في بلدة بر الياس البقاعية في حزيران 2007. ويُعرَف المغامس باسم أحمد التويجري، وقد اتهمه القضاء العسكري بأنه المنسق بين خلايا تنظيم القاعدة في بلاد الشام والحرمين، وأنه كان يحضّر لاعتداء كبير في منطقة البقاع، يتضمن تفجير سيارة مفخخة في تجمّع ديني قرب مزار السيدة العذراء في مدينة زحلة، فضلاً عن إطلاق صواريخ باتجاه المدينة. ويُتّهم المغامس بأنه أحد أفراد المجموعة التي أوقفها فرع المعلومات عام 2004 في بلدة مجدل عنجر بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة.
وتجدر الإشارة إلى أن أياً من الثلاثة لم يصدر حكم قضائي بحقه في لبنان، وترتبط بهم معظم التحقيقات القضائية الجارية مع أكثر الموقوفين الإسلاميين.
وأكّد مصدر قضائي لـ«الأخبار» أن قرار القاضي ميرزا يقضي بتسليمهم إلى السلطات السعودية لمدة 3 أسابيع فقط، لكنها قابلة للتمديد بناءً على طلب يبتّه ميرزا مجدداً. وأكّدت المصادر أن هؤلاء سيُعادون إلى لبنان فور انتهاء التحقيق معهم في السعودية.
(الأخبار)