حلا ماضيشهد مستشفى القديس جاورجيوس أخيراً حدثاً علمياً، إذ أُجريت فيه عملية زرع خلايا الجذع لطفل مشلول الأطراف. أجرى العملية رئيس قسم جراحة الأعصاب في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، البروفسور أنطوان نشاناقيان، يعاونه الدكتور موسى عليوان (اختصاصي جراحة دماغ وأعصاب) والدكتور جهاد الخوري (رئيس دائرة الأنف، الأذن، الحنجرة وجراحة الفك والوجه) وأطباء البنج في المستشفى.
الطفل البالغ من العمر 9 سنوات تعرّض لطلق ناري أدى به إلى قطع النخاع الشوكي الرقبي بين الفقرتين السادسة والسابعة. وتُعدّ العملية التي خضع لها الأولى عالمياً، لأنها أُجريت بعد الحادث بأسبوعين وتاريخ العملية. إذ يُجرى هذا النوع من العمليات عادةً بعد سنتين من الحادث، وهي المدة التي يحتاج إليها النخاع الشوكي ليُظهر تحسّناً.
نشاناقيان قال لـ«الأخبار» إن الرصاصة التي أصابت الطفل سبّبت له اختلالاً في مفاصل العمود الفقري، وتبيّن من خلال الفحص السريري أن لا وجود للحركة أو أي إحساس ابتداءً من الفقرة السابعة«كنا مجبرين على إجراء عملية جراحية، فإذا بنا أمام نخاع شوكي مقطوع وسحايا مفتوحة، الجغرافيا العلمية المطلوبة موجودة، فأُخذت خلايا جذعية من غشاء الشم» (المنطقة التحويلية بين عصب الشم في كعب الجمجمة وغشاء الشم).
قام نشاناقيان والفريق الطبي المعاون له بزرع الخلايا بواسطة المجهر «ضمن جغرافية معيّنة» في النخاع الشوكي، وخلال نحو عشرين دقيقة جرت خطوتا أخذ الخلايا الجذعية ثم زرعها. بعد ذلك جرى تغليف النخاع الشوكي، وتحضير المريض ليعرف ماذا سيحدث له خلال «السنتين اللاحقتين» من إجراء العملية، لأن خلايا الجذع ستتحوّل لاحقاً إلى خلايا قريبة للجهاز العصبي ومن ثم إلى خلايا للجهاز العصبي.
وبالنسبة إلى الوضع الصحي الراهن للطفل، فيصفه الدكتور نشاناقيان بالمقبول نظراً للحالة التي كان فيها ولا يزال في غرفة العناية، وينتظر الأطباء الرزنامة العلمية لتطوّر حالته.