البقاع ــ أسامة القادريأما سائق التاكسي أبو شادي، فهو يحتار في عصبية زوجته التي تبدأ مع الصباح ولا تنتهي إلا بعد الإفطار «كأنها عم بتصوم لي الي..» يتساءل متعجباًَ ليردف «بما أنها تعلم أنها لا تستطيع لجم عصبيتها، لم تصوم؟». ويضيف واصفاً «الجو العائلي» في منزله «عند الصبح بتفش خلقها فيي وبقية النهار تصبّ غضبها على الأولاد». لكن يتذكر أبو شادي أن مشكلته مع زوجته «العصبية» بدأت أولاً بسبب «طلباتها» المنزلية التي تكبر دوماً مع قدوم الشهر «هي تعرف وضعي. لمَ لا يصّح الإفطار إلا على خمسة أو ستة أصناف على الطاولة؟ والأسعار ما عمترحم.. الله يساعدنا عالشهر».
يبدو الاستياء على معقّب المعاملات أدهم . يقول إن سبب امتعاضه هو سوء معاملة الموظفين في الدوائر الرسمية في شهر رمضان، وأسوأ ما فيها «العصبية»، متسائلاً بسخرية «لماذا تتراجع في شهر الرحمة والمحبة نسبة إنجازنا للمعاملات؟ ليسوا وحدهم صائمين! صاحب المعاملة أيضاً صائم! أنا ومساعدي نصوم ونضطر يومياً للنزول من البقاع الى بيروت لإنجاز معاملة ونعود خائبين بسبب ضيق صدر الموظفين الصائمين إضافة الى الإقفال باكراً».
أما بائع الخضار الذي يجول بشاحنته الصغيرة في القرى. فيشتكي من «خلق النساء» اللواتي ينهلن عليه بالتقريع ما إن يعلمهن بارتفاع الأسعار «بيتهموني اني حرامي عم برفع عليهن السعر.. كأني أنا تاجر الجملة! ما انا متلي متلهن».