ليال حدادفي الإطار نفسه، فإنّ ملصقات أحد الأحزاب اللبنانية الموضوعة على مدخل المبنى الذي أسكن فيه، تستفزني كثيراً، وخصوصاً أن المبنى تعرّض لوابل من القذائف من هذا الحزب نفسه في عامي 1988 و1989، ولا تزال آثاره بادية على شرفة منزلنا.
إلا أن كل ما سبق يهون عندما أقرأ إحدى الصحف تنتقد حفلة زياد الرحباني في دمشق، وفي الصحيفة نفسها، وبعد أيام، مقالة تشكر جورج بوش على ما قدّمه للعراقيين من ديموقراطية وحرية. وبالمناسبة لا مشكلة جوهرية لديّ بانتقاد الرحباني فنياً على أداء معيّن أو لحن لم يعجب الناقد، ولكن انتقاده لأنه لم يوجّه رسالة إلى معتقلي الرأي في سوريا، أو لأنّه قَبِل أن يذهب إلى دمشق قبل أن تُحلّ المشاكل اللبنانية ـــ السورية، فهذا أيضاً يفوق طاقتي بمراحل.
ومن بين الخطوط الحمراء التي يمثّل تخطيها استفزازاً شخصياً لي، الحديث عن مصالحة بين الطوائف في الجبل أو الشمال أو بيروت. وماذا عن الناس؟ ماذا عن الذين ماتوا أثناء صراع الطوائف قبل اتفاقها؟ وماذا عن هؤلاء الخارجين عن كل الطوائف والذين أقفلت محالهم وهجروا من بيوتهم؟
وأخيراً يؤسفني جداً أن أتبيّن أن كل برامج الطبخ أثناء شهر رمضان تصيبني بنوع من الغثيان ووجع الأمعاء الحادّ، التي يصعب مداوتها بالعلاجات المعروفة، وخصوصاً عندما يخلط «الشيف» اللحمة مع الأناناس والفراولة والجزر، ويعصر أخيراً الحامض، وهذا خط أحمر يؤدي إلى أمراض خطيرة ومميتة.