يبدو أن العداء بين العالم التكنولوجي والخصوصية الفردية سيستفحل حتى نشهد حرباً ضروساً لا نعرف لمصلحة أي طرف ستنتهي.لنقل بشكل أكثر تحديداً إن مواقع الإنترنت الأكثر شهرة متهمة ببيع بيانات تخصّ هويّات وخيارات مستخدميها لشركات الإعلان، ولم تنفِ إدارات بعض هذه المواقع الأمر. المعركة انطلقت إذاً وثمة دول ـــــ متقدمة طبعاً ــــ تسنّ القوانين التي تجرّم هذه الممارسات.
أخيراً، أطلقت شركة «غوغل» «كروم» (Chrome) متصفحاً متعدد الموارد لمنافسة «إنترنت إكسبلورر» و«فايرفوكس».
وأُعدّ المتصفح الجديد ليعمل بسرعة ويلبّي جيلاً جديداً من الطلبات الإلكترونية المتعددة الطرائق.
وأُطلق هذا المتصفح الجديد، للاستخدام عبر برامج ويندوز في مئة بلد، على أن يُستخدم وفقاً لبرامج ماك ولينوكس في ما بعد.
بعد نحو أسبوع على إطلاق Chrome بدأت الانتقادات توجّه إلى شركة «غوغل» ويتّهمها المدافعون عن الخصوصيّات الفردية بأنها توسّع برامجها واستخداماتها لتتمكّن من إقامة أكبر خزّان معلومات عن مستخدمي الشبكة الافتراضية لبيعها لشركات الإعلانات.
«السلطة الألمانية لأمن تقنية المعلومات» حذّرت مستخدمي الانترنت من الإفراط في استخدام Chrome، بل دعت إلى اقتصار استعماله على الحالات الضرورية جداً.
وقد لفت الخبير ماتياس غارتنر إلى أن Chrome عملي، ويسهل الإبحار فيه، ولكنه أكّد أن مخاطره كثيرة، فلا يزال في مرحلة التجريب، كما أن «أصحاب شركة غوغل لم يُخفوا يوماً طموحهم بخلق أكبر أرشيف عن مستخدمي الإنترنت».
يُذكر أن غوغل تستحوذ على ثلث الإعلانات التي تُبثّ أو تُعرض على مختلف مواقع شبكة الإنترنت، كما أن محرّك البحث الأشهر صار يتمتّع بحضور طاغٍ في عالم الخدمات عبر الشبكة الافتراضية.